ثقافةُ المهدوية الغائبةُ والانتظار، ثقافةٌ دخيلةٌ على المجتمع اليمني.
وهي ثقافةٌ مغلوطةٌ تقومُ على الخُرافة في فكرة انتظار المخلِّص الغائبِ منذ مئات السنين؛ لأَنَّ لها آثارَها السلبيةَ في تخدير الناس وإبعادهم عن قادتهم الحقيقيين من القائمين بالقِسط من آل محمد.
وليس المجال متاحًا لنقاش ظروفِ نشأتها في أَيَّـام دولة بني بويه، وحاجتهم لها كغطاء سياسي في حينه.
ولكن لمن يريدُ أن يفهمَ، نحن نؤمنُ بالتسليم المطلق لله في كُـلّ ما أمرنا به، ووجّهنا إليه، وهدانا به، وأرشدنا له من الأعمال الصالحة.
لا نختلقُ الذرائعَ؛ لتبرير مخالفتنا له، ولا نصطنع التأويلات؛ بحثًا عن المخارج والآراء الفقهية المغلوطة؛ للقعود عن الجهاد، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ خوفًا مما قد يلحقنا من تبعاتٍ ومعاناةٍ؛ نتيجةً لذلك.
نحن نؤمن بالتسليم المطلق للقائم من آل محمد، العالم بكتاب الله، العامل بعلمه، المجاهد في سبيل الله، في كُـلّ ما وجَّهنا إليه من المواقف العملية.
وفي كُـلّ ترتيباتِ مواجَهة الأعداء، وفي كُـلِّ ما يوجه به في مجال إحقاقِ الحق وإزهاق الباطل ونصرِ دين الله وإعلاء كلمته.
ولا تسليمَ للقاعد من آل محمد مهما بلغ علمُه، فضلًا عن الغائب منهم منذ حوالَي ألف عام.
إذ أمرنا بالاستجابة لذلك: من سَمِعَ واعيتُنا أهلَ البيت ولم يُجِبْها كَبَّهُ اللهُ على منخريه في نار جهنم.
واللهُ من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السبيل وهو حسبُنا ونعم الوكيل.
* نقلا عن : موقع أنصار الله