عبدالفتاح علي البنوس
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالفتاح علي البنوس
شكراً للإنقاذ ومرحباً بالتغيير والبناء
الشيطان الأكبر.. والغدة السرطانية
واقع الأمة .. والمخاطر الحقيقية
السنوار .. الحمساوي المرعب لإسرائيل
سيول الأمطار.. الفوائد والمخاطر والأضرار
فوبيا إيران .. وصهاينة العربان
لماذا هنية وإيران بالتحديد؟!!
اغتيال هنية والرد الإيراني
اتفاق “الشال والعقال” و”سعار الأنذال”
اليمن القوي … صمام أمان المنطقة

بحث

  
تضحيات العظماء … وبقبقات السخفاء
بقلم/ عبدالفتاح علي البنوس
نشر منذ: 6 سنوات و 8 أشهر و 24 يوماً
الثلاثاء 27 فبراير-شباط 2018 11:24 م



مستشفيات العاصمة صنعاء والمستشفيات الحكومية في العديد من محافظات الجمهورية مليئة بآلاف الجرحى من أبطال الجيش واللجان الشعبية ، في الوقت الذي تستقبل فيه العشرات يوميا ، هذا بخلاف كوكبة الشهداء العظماء الذين ترتقي أرواحهم الطاهرة إلى بارئها معانقة السماء في مشاهد غاية الدهشة ، فدائية فريدة من نوعها ، وتضحية لا سقف ولا حدود ولا نظير لها ، شباب في مقتبل أعمارهم يستبسلون ويذودون عن حمى الوطن ، ويجودون بأنفسهم دفاعا عن الأرض والعرض والسيادة والكرامة ، شباب طلقوا الحياة بكل مغرياتها وملذاتها ، شباب تركوا مقاعدهم ومنحهم الدراسية في الجامعات الأوروبية وقرروا الالتحاق بجبهات العزة والكرامة للدفاع عن الوطن بإيمان وقناعة غير مسبوقة ، شباب باعوا أنفسهم لله ، فكان الله هو المشتري فنعم التجارة هي تجارة الشهداء مع ربهم .

شباب تشرئب الأعناق لبطولاتهم الخارقة للعادة ، وتسمو النفوس وتتباهى لعظيم تضحياتهم التي أوصلتهم إلى طريق السعادة ، شباب يتسابقون على الشهادة ، كل واحد منهم يقدم نفسه من أجل اللحاق بركب العظماء ، هل رأيتم عظمة كهذه ؟! هل شاهدتم بطولة كهذه ؟! وهل شاهدتم نماذج كهذه ؟! من أي كوكب جاءوا ؟! وأي فكر وثقافة يحملون ؟! و من ينافسهم في الوطنية ويجاريهم في التضحية والفداء ؟! يا ترى ما الذي أجبرهم على تقديم أنفسهم كقرابين من أجل أن نحيا حياة كريمة ونعيش عيشة هانئة ؟! سهروا ونحن نيام ؟! في البرد وفي الحر ، في السهل والجبل ، في الصحراء وفي السواحل كانوا هم العيون الساهرة التي تحرسنا و تمنحنا الأمن والأمان ، هؤلاء رجال الله الشرفاء الأحرار ، من لهم تخلع القبعات تقديرا وعرفانا.

ورغم كل هذه التضحيات لا يزال الكثير من الشباب في غيابة الجب ، يسهرون ويلهون ويمرحون وكأن البلاد تنعم بالأمن والأمان ، والغريب أن تجد الكثير منهم لا يزالون ينظرون إلى رجال الرجال من جيشنا ولجاننا نظرة ازدراء وسخرية ، والبعض يوجه لهم عبارات اللوم والعتب لأنهم يقاتلون بالنيابة عنهم ومن أجل وطنهم ، شباب تائه ، بلا هدف يعيشون ، وبلا مشاعر وطنية يتعاملون ، همهم الوحيد إشباع غرائزهم وشهواتهم ، ومصالحهم ومنافعهم الشخصية دونما اكتراث لما يدور حولهم ، ودونما استشعار للمسؤولية المنوطة بهم والمعول عليهم القيام بها وخصوصا في ظل العدوان الغاشم .

والطامة الكبرى أن بعضهم لا يجدون أي حرج في تأييد العدوان ، بل والقتال في صفه والتخابر معه على حساب أبناء شعبهم ووطنهم ويرون ذلك من الوطنية ، وهنا قمة الوساخة ومنتهى السخافة ، كنت في زيارة للمستشفى العسكري وفي قسم الجرحى أصابني الذهول من المشاهد التي رأيتها ، لشباب عظماء جرحوا في ميادين الشرف والبطولة ، وفدوا على المستشفى لتلقي العلاج وكلهم إصرار على العودة للالتحاق بالجبهات فور تماثلهم للشفاء على وعود منهم بالمضي في درب التحرر ، حتى يتحقق النصر أو يلتحقوا بركب الخالدين العظماء .

بالمختصر المفيد للعظمة شباب صدقوا الله عهدا ، وأخلصوا له النوايا ، وعقدوا العزم على تطهير البلاد من دنس الغزاة المحتلين والمرتزقة العملاء ، شباب باعوا الدنيا بالآخرة ، وتاجروا مع الله فربحوا التجارة ، شباب سطروا من الملاحم البطولية ما أرعب الأعداء وأصابهم بالذهول والدهشة ، وجسدوا بثباتهم الصلب وبأسهم الشديد وصمودهم الأسطوري لوحة بديعة ستظل الأجيال المتعاقبة تتحدث عنها وتشرح تفاصيلها ، فيا لها من عظمة ، ويا له من فضل ، ويا له من عطاء ، ويا لهم من شباب علموا كل شباب العالم كيف يكون حب الوطن ، وكيف تكون التضحية من أجله وفي سبيله ، وما النصر إلا من عند الله .

هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد صالح حاتم
العدو الخفي
محمد صالح حاتم
حِميَر العزكي
عندما يكون الرئيس مجاهدا
حِميَر العزكي
سليم المغلس
أدوات تنفيذية
سليم المغلس
هاشم أحمد شرف الدين
عن الارتزاق.. دائه ودوائه
هاشم أحمد شرف الدين
محمد علي الباشا
المترس الأول للأمة
محمد علي الباشا
عبدالله علي صبري
حين تتحول عداوة إيران إلى ايديولوجيا
عبدالله علي صبري
المزيد