شارل أبي نادر
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
شارل أبي نادر
فشل العدوّ يفضح كذبه في «مجدل شمس»
استهداف يمني مسيّر وصادم لعمق "تل أبيب".. هل يكون فاصلًا لوقف حرب نتنياهو؟
هل تكون عملية "الكوش" إحدى صور المواجهة الواسعة؟
المقاومة الفلسطينية وجبهات الإسناد.. وفرض التسويات
هل ردّت «إسرائيل» على إيران
هل اقتربت معركة رفح؟ وما أهداف العدو منها؟
اليمن بعد تسع سنوات على العدوان.. أكثر حضورًا وقوّة
هل خسر الأمريكيون معركتهم ضدّ اليمن في البحر الأحمر؟
كيف أثّرت المناورة اليمنية لدعم غزّة في فرض التراجع الأمريكي؟
لماذا يكشف حزب الله الآن عن بعض أسلحته النوعية؟

بحث

  
الدور الأميركي في السودان.. هل استبدلوا بدبلوماسييهم وحدات خاصة؟
بقلم/ شارل أبي نادر
نشر منذ: سنة و 7 أشهر
الأربعاء 26 إبريل-نيسان 2023 12:37 ص


تتسارع الأحداث في السودان وتتداخل بشكل مفاجىء وغير متوقع، يصعب على أغلب المتابعين ضبطها أو تحديد مسارها ولو بالحد الأدنى. وفيما تتدهور هوامش الأمن والأمان للمدنيين بشكل مخيف، وخاصة في العاصمة الخرطوم، في ظل انغماس كامل للوحدات العسكرية بمختلف خلفياتها وانتماءاتها في لهيب من الأعمال القتالية المجنونة وغير المتوازنة، تبقى العين على حركة الإخلاء السريعة والواسعة التي نفذتها وتتابع تنفيذها أغلب الدول لرعاياها ولديبلوماسييها بشكل هستيري يوحي وكأن الجميع قد سلّم بحتمية تدحرج الأوضاع في السودان إلى حرب أهلية طاحنة، لا أحد، داخل السودان أو خارجه، يعلم متى وكيف ستنتهي.

في متابعة دقيقة بعض الشيء لهذه الحركة المتسارعة للدول في إخلاء رعاياها وديبلوماسييها، تبدو حركة الأميركيين من ضمن مسار الاخلاء هذا، لافتة وغريبة ومشبوهة، وذلك من خلال الإضاءة على المعطيات التالية:

أولًا - أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أنه بعد مفاوضات مكثفة على مدار الـ48 ساعة الماضي وافقت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على تنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد يستمر لمدة 72 ساعة، مضيفًا إن حكومته وبهدف دعم إنهاء دائم للقتال، ستنسق مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وأصحاب المصلحة المدنيين السودانيين، للمساعدة في إنشاء لجنة للإشراف على التفاوض، وتطبيق وقف دائم للأعمال العدائية والترتيبات الإنسانية في السودان، حسب تعبيره.

في الواقع، نتكلم اليوم عن وقف إطلاق النار الرابع بعد بدء الأعمال القتالية في السودان، وجميعها باعلان يصدر عن مسؤولين أميركيين، وفي جو يوحي بأنها مفروضة أميركيًا رغمًا عن إرادة البرهان ودقلو (حميدتي) وايضًا رغمًا عن عناصرهما (الجيش والدعم السريع) ايضًا، والدليل على عدم قناعة الطرفين بها، أن أول ثلاثة اعلانات لوقف اطلاق النار لم تحترم بتاتًا وكأنها لم تكن، ليكون مصير الرابع والأخير موضع متابعة في الساعات المقبلة.

ثانيًا - قالت وزارة الحرب الأميركية (البنتاغون) الجمعة الماضي، إن الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة بحث في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان سلامة الأميركيين، في الوقت الذي تدرس فيه واشنطن خيارات محتملة لإخلاء سفارتها في خضم القتال الدائر في العاصمة السودانية.

وبالتوازي، كان قد أعلن وزير الحرب الأميركي لويد أوستن، الجمعة الفائت أيضًا ومن قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، بأنهم نشروا بعض القوات في مسرح العمليات لضمان توفير أكبر عدد ممكن من الخيارات إذا طُلب منهم التحرك. حيث قال إنه لم تتم مطالبتنا بفعل أي شيء بعد، فيما أعلن لاحقا عن اخلاء جميع موظفي السفارة وعائلاتهم من الخرطوم، دون الاشارة لا من قريب ولا من بعيد إلى الابقاء على وحدات عسكرية أو الى سحبها من الخرطوم أو من السودان بشكل عام.

في الواقع، واذا دخلنا في مضمون تصريحات المسؤولين الاميركيين السياسيين (وزير الخارجية بلينكن) أو العسكريين (لويد أوستن أو مارك ميلي)، يظهر بوضوح الغموض حول حقيقة الموقف السياسي الاميركي من الأزمة، ويظهر أيضًا الغموض حول ماهية الاجراءات العملانية التي أقدم الأميركيون على اتخاذها، وفي الوقت الذي ابتعد ميلي (رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة) عن كشف حقيقة هذه الاجراءات، فتح وزير أوستن باب التكهنات واسعًا على وجود اجراءات أخرى غير عملية الإخلاء، من خلال كلامه بأنهم نشروا بعض القوات في مسرح العمليات لضمان توفير أكبر عدد ممكن من الخيارات إذا طُلب منهم التحرك.

من جهة أخرى، يعتبر السودان اليوم نقطة الاهتمام والتأثير الأكبر للأميركيين في افريقيا والشرق الأوسط، والسبب من وراء ذلك بالاضافة لموقعه الجغرافي المؤثر في البحر الأحمر والقرن الافريقي وصولًا إلى فلسطين المحتلة، والمؤثر أيضًا على مروحة واسعة من الدول التي تملك واشنطن أجندة خاصة بها (أكثر من عشر دول تقريبًا)، فإنها (واشنطن) تجد أيضًا في السودان نقطة ارتكاز أساسية لبناء وتثبيت جبهة مواجهة النفوذين الصيني والروسي المتصاعدين بشكل لافت في افريقيا وجنوب غرب منطقة الشرق الأوسط.

من هنا، وانطلاقًا من أهمية موقع السودان بالنسبة للأميركيين، ومما ظهر وما هو معروف وأكيد من علاقة "حميمة" وغير عادية بين المسؤولين الأميركيين، السياسيين والعسكريين، مع قادة طرفي النزاع الحالي في السودان: البرهان وحميدتي، وانطلاقًا أيضًا مما هو معروف عن قدرات وامكانيات الاميركيين في التدخل السريع وتنفيذ عمليات انزال وعمليات خاصة، وخاصة على المسرح الافريقي (الصومال والسودان وجنوب السودان وإثيوبيا وأوغندا وكينيا) دون الحاجة لأن يكون لهم تواجد في قواعد عسكرية برية، انطلاقًا من ذلك كله، لم يعد مستبعدًا بتاتًا، بل وربما أصبح أكيدًا، أن للأميركيين اليوم تواجدا عسكريا خفيا داخل السودان، وعلى شكل عناصر مخابرات ووحدات خاصة مجوقلة، وفي أكثر من منطقة داخلية، بين الخرطوم وخارجها، وبمهمات مشبوهة تتوزع بين:

- الاستعلام الميداني المباشر عن تطورات المعارك.

- إدخال أسلحة ومعدات عسكرية لطرف أو لآخر أو للطرفين معًا، وذلك تبعًا لتطورات الميدان ولقدرات الطرفين التي يريدونها متعادلة، لكي تمتد الحرب أكبر قدر ممكن كما يرونها.

- الاستعداد لتنفيذ أعمال عسكرية محددة، بهدف التأثير الميداني تبعًا لما يرونه مناسبًا لاستراتيجيتهم في توجيه مسار المعركة.

- الاستعداد لتنفيذ عمليات اخلاء متعاونين سودانيين، سياسيين أو عسكريين.
 
- الاستعداد لتصفية سودانيين آخرين (متعاونين أو غير متعاونين).

وكل ذلك تحت عنوان واضح: "إدارة الحرب وتوجيهها، ودائمًا تحت شعار حماية الأمن القومي الأميركي" المزعوم.

 

* نقلا عن :موقع العهد الإخباري

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد صالح حاتم
ماذا يجري في السودان… ولماذا؟
محمد صالح حاتم
هشام الهبيشان
اليمن.. وموسم الحلول السياسية
هشام الهبيشان
وديع العبسي
واشنطن تقفز على استحقاقات السلام وتسير عكس التيار
وديع العبسي
عبدالعزيز البغدادي
في علاقة المعرفة بالسلطة
عبدالعزيز البغدادي
عبدالفتاح حيدرة
من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية المحاضرة ال"23"
عبدالفتاح حيدرة
إكرام المحاقري
عودة سميرة مارش.. انتصار للقيم
إكرام المحاقري
المزيد