محاضرة للشهيد القائد حملت هذا العنوان وفي جوفها يتلخص الحديث حول أربعة محاور:
أولاً: حديثه حول العلم وغاية العلم وحول طالب العلم وَدور العالم.
ثانياً: حديثه حول القرآن وخطورة الإيمان ببعض الكتب، والكفر ببعض وأهم مصدر لمعرفة الله، وعن أن الله غالب على أمره.
ثالثاً: حديثه عن الإحسان وتعريفه وأنواعه وثماره ونموذج من قصص الأنبياء له.
رابعاً: حديثه عن الواقع السيء الذي يعيشه العرب بشكل عام والزيدية بشكل خاص وعن أسباب هذا الواقع والحلول.
كانت هذه هي المحاور الرئيسية التي عالج فيها الشهيد القائد أموراً مهمة تتعلق بمسؤولية طلاب العلوم الدينية، ومعظم ما ركز عليه الشهيد القائد في هذه المحاضرة، هو أن طالب العلم يجب أن يفهم ما هو العلم الذي يطلبه، هل هو علم الله أم علوم الشيطان؟، ثم إذَا حصل على علم وأصبح عالماً ليفهم أن دوره إصلاح وتبليغ لرسالات الله وتكون نفسيته نفسية ولي الله الذي يخشى الله ولا يخشى غيره أحداً، وأن يستحي من الله ولا يجعل أولياء الشيطان أكثر اهتماماً وفهماً ووعياً منه فهذه إساءة إلى الله، فإذا لم يتحَرّك على هذا الأَسَاس فسيكون مُجَـرّد رقم ضعيف يضاف إلى أرقام ضعيفة تملأ الساحة ولا تصنع له شيء.
ويجب على طالب العلم أن يعتمد في ثقافته على القرآن الكريم حتى في ما يتعلق بمعرفة الله فهو أهم مصدر لمعرفة الله؛ لأَنَّ في القرآن الكريم ما يجعل ثقافة الأُمَّــة ثقافة عالية ويعزز لها الثقة بالله، فمن يثق بالله فَــإنَّ الله غالب على أمره، ولكم في نبي الله موسى -عليه السلام- خير عبرة كيف أنه تربى في قصر فرعون رغماً عن فرعون.
وعلى سياق ذكر عبر من قصة موسى فَــإنَّ أهم ما يحتاجه طالب العلم والعلماء منها هو السنة الإلهية في الحصول على العلم الذي مصدره من الله تعالى، وذلك بالسير على نفس الطريقة التي سار عليها موسى في الحصول على العلم وهي (الإحسان) الذي يعني الاهتمام بأمر الآخرين والدين؛ لأَنَّ الدين يرتبط بالآخرين فقد وعد الله بذلك في قوله: {وَلَـمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آَتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْـمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْـمُحْسِنِينَ}، والإحسان دائرة واسعة لكن أرقى درجاتها هو الجهاد في سبيل الله، قال الله عن المجاهدين: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَـمَعَ الْـمُحْسِنِينَ}.
وللإحسان ثمار كثيرة لكن أبرزها الحصول على العلم، فالعلم ليس بالقراءة فقط، فهو من الله ويؤتيه الله، لكن ما ضرب العرب والمسلمون وجعلهم أضعف من بني إسرائيل وفي واقع سيء ومخزٍ هو الثقافة المغلوطة مثل كتب علم الكلام وأصول الفقه وغيرها من الكتب التي نفذت حتى صارت تُدّرس في كُـلّ الطوائف، بل حتى غُيبت الثقافة الزيدية ومبادئها واستُبدلت بمثل هذه الثقافات، لكن الحل الصحيح هو أن يفهم العلماء دورهم ويفهم طلاب العلم ما هو العلم الذي يجب أن يتعلموه وأن نرجع إلى القرآن الكريم ونعتمد عليه في المعرفة لله وللحياة، وأن نتوب إلى الله من واقعنا السيء.
هذا ولا تزال المحاضرة (الملزمة) مليئة بالمعارف وهذا فقط بعضاً منها.