حين يعجزُ الخصمُ عن الإطاحةِ بخصمِه وتحقيقِ أهدافه المنشودة باستخدامِ الحرب العسكرية الصُّلبة، يلجأ إلى “الحربِ الهجينة” والتي يهدف من خلالها إلى تحقيق ما عجز عن تحقيقه في حربه الصُّلبة.
هجينةٌ؛ لأَنَّها متذبذبةٌ ما بين الناعمة والصُّلبة، هجينةٌ ولها من اسمها نصيبٌ؛ فهي تعتمدُ على إثارة الفوضى والشغب في ساحت الخصوم، وتغذية الصراعات الداخلية لعمل ثورات ضاغطة وغير واعية، كما أنها تعتمدُ على اختراقات سياسية وأعمال استخباراتية وحرب معلوماتية واستخدام التجويع وإحداث كُـلّ ما من شأنه التأثيرُ بالخصم دون استخدام السلاح الصُّلب.
ولأن المستخدِمَ جبان عجز عن المواجهة فهو يلجأ إلى حربٍ هجينةٍ قد يستخدم فيها كُـلَّ الوسائل المتاحة بيده لإركاع خصمه من تجويعٍ وحصارٍ وكلّ أشكال الاستهداف الاقتصادي الذي تترافق معه حربٌ إعلامية شرسة.
وهذا ما تسعى إليه قوى العدوان التي أعلنت حربها على اليمن، هي تسعى اليوم للانتقال إلى الخطة “ب” وهي: (الحرب الهجينة)، لكن الرئيس المشاط، أكّـد في كلمةٍ له في صنعاء قائلاً: حرب العدوّ الهجينة ستفشل بإذن الله، كما فشل في حربه العسكرية، والرهان على الله، وصمود وثبات المواطنين.
كما أن السيد القائد، كان قد أكّـد في كلمته مؤخّراً بقوله للعدو السعوديّ: “لا يتصور السعوديّ بعد فشله في الحرب العسكرية أن بإمْكَانه الانتقالَ إلى الخطة “ب” في استمرار الحصار والتجويع وحرمان شعبنا من ثرواته”.
علينا اليوم تجاه هذه الحرب واجباتٌ كثيرة وتبدأ إعلامياً في كشفِ مؤامرات الأعداء ونهبهم للثروات واحتلالهم لأجزاء من البلد، وأن نسعى ألا نتناولَ إعلامياً -مسؤولين أَو مواطنين- مَـا هو خارجَ إطار معركة انتزاع الحقوق؛ لأَنَّه سيسهم في تكريس مخطّط التمزيق والشتات للوطن، وهذا ما يعمل عليه الطابور الخامس وتهدفُ إليه الحربُ الهجينة.
الأولوياتُ -التي حدّدها القائد وأكّـدها الرئيس مع المضاف إليها من الرئيس- هي ما ينبغي أن يكون نصبَ أعيننا؛ لنجتازَ هذه المعركة بجدارةٍ كما فعلنا في الحربِ العسكرية والتي يُحتمَلُ عودتُها في أي وقت.
ولله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ، وإلى الله تُرجَعُ الأمور.