في مطلع الألفية الثالثة وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، صعّدت أمريكا حربَها ضد المسلمين، وسعت إلى تنفيذ مخطّطاتها الاستعمارية التي تهدفُ إلى احتلال البلدان الإسلامية والعربية، وقهر وإذلال شعوبها، ونهب مقدراتها، وقد استخدمت في حربها تلك عناوينَ خادعةً كعنوان مكافحة ما يسمى بـ”الإرهاب”، واستطاعت تجنيدَ الجميع للقتال في الحرب على ما يسمى الإرهاب، ومن تبقى سكتوا ولم يكن لهم أي صوت.
وأمامَ تلك الهجمة الشاملة والتحديات الكبيرة والمخاطر المحدقة التي أحدقت بالجميع، والتي أحس الجميع بحرارة نيرانها المشتعلة في أفغانستان وفي العراق، لم يكن للأنظمة والشعوب أي موقف؛ فقد سارعت الأنظمةُ العربية والإسلامية إلى تسليمِ الراية والقيادة لأمريكا، وإعلانِ الطاعة المطلقة لها، ناهيك أن تعملَ لشعوبها أيَّ شيء يحميها من ذلك الخطر.
أما الشعوبُ فكانت خانعةً مقهورةً، وليس لها موقفُ وكأنها ليست معنيةً بشيء؛ ولكن ومع كُـلّ هذه الأحداث، برز صوت من أقصى شمال اليمن، وحطّم جدارَ الصمت والجمود، هو صوتُ الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وقال لأمريكا: لا.
وأطلق صرخةَ (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام) التي دوّى صداها في الآفاق، وأحيت في الأُمَّــة روحَ الأمل من جديد، وجعلتها تقفُ على قدمَيْها.
وهنا نتساءل: كيف لو لم يهتفِ الشهيدُ القائدُ بهُتافِ الحرية؟ وكيف سيكونُ حالُ هذه الأُمَّــة؟
من خلال الإجَابَة على السؤالين السابقين، ندرك أهميَّةَ الشعار وضرورتَه في هذه المرحلة بالذات، ونتيقَّنُ أنه من أهم المتطلبات في ميدان الصراع والمواجهة مع الأعداء؛ فقد كان لهذا الشعار الدورُ الكبير والبارز في تعطيل الكثير من العناوين التي استخدمتها أمريكا، وجعلتها غيرَ قابلة للاستعمال، وأهم تلك العناوين هي: الديمقراطيةُ وحرية التعبير، ومكافحة ما يسمى “الإرهاب”، وكذلك إفشال الكثير من المؤامرات التي استهدفت بلدَنا اليمن، في المقابل أنه جعل شعبَنا قادراً على الصمود والمواجهة لكل المخاطرِ المحدقة به، وما حدث خلال تسع سنوات في مواجهة العدوان السعوديّ الأمريكي هو خيرُ شاهدٍ وأوضح بُرهان.