على قدم وساق تعمل الإمارات العبرية والبحرين الصهيونية على تعميق علاقاتها مع كيان العدو الإسرائيلي ، والمضي قدما في توسيع نطاقها ، ومد جسور التواصل معها ، من خلال تبادل الزيارات ، والتوقيع على المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية والثقافية والإعلامية وغيرها من أوجه التعاون مع كيان العدو الصهيوني ، وفتح الباب على مصراعيه أمام السياح والزوار والمستثمرين الصهاينة للدخول إلى أراضيهما ، ولكم أيها القراء الأعزاء أن تتخيلوا أن قرابة نصف مليون صهيوني قاموا بزيارة دويلة الإمارات خلال عامين من التطبيع والتصهين فقط ، وسط أنباء عن زيادة العدد مع مرور الأيام ، وخصوصا في ظل التسهيلات الخيالية غير المسبوقة التي قدمتها السلطات الإماراتية للصهاينة بهدف تشجيعهم على زيارتها والاستثمار والإقامة فيها ، وتسيير الرحلات الجوية المتبادلة بين الجانبين ، وغيرها من الخطوات التطبيعية التي تضع الإمارات في موقع رأس الحربة والحامل الرئيسي لمشروع التطبيع واليهودة والتصهين.
فتح المعابد والمقار والمدارس اليهودية ، والسعي لتعديل المناهج ودراسة اللغة العبرية ، والشروع في بناء الكثير من الوحدات السكنية لتكون أحياء خاصة باليهود يمارسون فيها كل طقوسهم بحرية تامة دون قيود أو محاذير ، في ظل الحديث عن شروع الإمارات في تجنيس العديد من اليهود الصهاينة الذين يحملون الجنسيات الأوربية والإسرائيلية بهدف تسهيل تحركاتهم وتنقلاتهم في دول المنطقة ، وهو ذات الحال الذي عليه مملكة العهر البحرين التي سقطت بأوامر وتوجيهات سعودية في مستنقع التطبيع واليهودة والتصهين ، وتتعامل وكأنها الحديقة الخلفية للسعودية وطفلتها المدللة ، تماما كما هو حال كيان العدو الصهيوني بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ، فالبحرين تنفذ التوجيهات السعودية ومنها سيتسلل التطبيع إلى السعودية فور تولي بن سلمان مقاليد الحكم وضمان استقرار ملكه ، فلا يستبعد أن تكون للسعودية سفارة في تل أبيب ويكون للكيان الصهيوني سفارة في السعودية مقرها مؤقتا في البحرين ، ولذلك نشاهد السياسة البحرينة تتجه باندفاعية قوية نحو الانغماس في وحل التطبيع وتسريع وتيرته ، والذهاب لاتخاذ خطوات قفزت من خلالها على مصر والأردن والدول العربية التي كان لها قصب السبق في التطبيع والتصهين .
بالمختصر المفيد، ما يحصل في الإمارات والبحرين من تسابق على إظهار التودد والتولي لليهود الصهاينة ، والحرص على التقرب منهم والحصول على رضاهم ؛ وصمة عار في حق بعران آل نهيان وآل خليفة ، الذين تنكروا لكتاب الله وتوجيهاته التي أبان لنا من خلالها حقيقة اليهود وطبيعتهم وحذرنا من مكرهم وخداعهم وأهدافهم الشريرة ، تناسوا قوله تعالى { ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ، قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير } وقوله تعالى : {َتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَٰوَةً لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } وقوله تعالى : { مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ وَلَا ٱلْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَٱللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ } وباعوا أنفسهم وأوطانهم للشيطان الأكبر وطفلته المدللة ، وتجردوا من دينهم وقيمهم ومبادئهم وثوابتهم وسقطوا في مستنقع التطبيع والتصهين واليهودة ، مستنقع الخسة والمهانة والعمالة .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.