كسراً لحواجز الغفلة لا بد من إطلالةٍ يحرصُ السيد عليها بين حين وآخر، وفيها درس أو محاضرة يعيد عبرها تذكيرَ الإنسان بنفسه، وبحاجاتها.. بأعدائها.. بأولوياتها.. وولاءاتها.
على هيئة محاضرات متلفزة يقدم السيد دروساً في سياق تربوي محوره النفس المنهكة بسواها، وجوهرها قلبُ الإنسان المنهمك بأعباء الحياة ومشاغلها..
يدور حديث السيد المنتَقى بعناية من عين منهل القران..
تشخيصًا للمشاكل، وتنقيباً عن الحلول، وتهيئة للنهضة في تمظهراتها الممتدة من الفرد إلى الأسرة إلى كل المجتمع، ومنه إلى واقع الأمة ووقائع الصراع وأسباب التمكين وعوامل النصر.
في متن الدرس التربوي عروجٌ على جوهر معضلة المسلمين، وعلى هوامشه عرضٌ عابرٌ على أدوات الحرب ومظاهر الاستهداف، وبينهما يضعُ السيد أمام وعي المسلمين مصفوفة الحل جذرية قرآنية، لدى أمة لو أبصرته هداها.
بلغةٍ واضحةٍ مفهَمة، وبمفردات بسيطة محكمة، لا يجدُ السيد حرجاً من سرد جذور المشكلة الكامنة في النفوس، وإليها يعودُ السيد في تراتبية حديثه موصيًا بما ليس جديد بقدر ما هو غائب عنا أو مغفول عنه، يعيده إلى واجهة الوعي كأولوية للوعي بالوجود
(ألم يأنِ للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم..)
لا يفوّت السيد فرصةً زمنية ولا مناسبةً وطنية أو دينية إلا وعاد ليذكّر بغايات الوجود وأهداف الاستخلاف المنسية وسطَ زحمة الحياة وتزاحم الحوادث والمستجدات.. من عهد علي للأشتر إلى وصيته لنجله الحسن..
لهذا النهج أن يُحيي النفوس، وللنفوس أن تهنض بواقعها وأكثر، كان الناس أمة وكنتم خير أمة لو أن كل نفس التزمت ما ألهمت من التقوى وتثبتت باليقين واستنارت بالبصيرة وتسلحت بالذكر والشكر، والشكر إمعان للفكر وإعمال للجهد على سبيل ناهض أكثر منه قول منتهاه اللفظ.
في مَهمّةٍ ما أشبهها بدور الأنبياء يبدو القائد باخعاً نفسه وهو يصعد بالنفوس من الواقع الهابط إلى معارج التكامل وكمالات الوجود، بدءًا من النفس وعودًا عليها.
رهاناً على نضج الفهم وفهمًا لطبيعة الرهان
و (كل نفس بما كسبت رهينة).
*نقلا عن : المسيرة نت