هذه اليمن وهذا جيشها، وعند منتهى المَسير يكتمل مثلث الصمود، لحظة تزينت الوجوه السمراء ببياض الورد المنثور، وامتزج عرق الأبطال برائحة الفل الملقاة عليهم نثراً وفخراً.
من الشعب ابتدأت الثورة، وبه قام الرهان على المواجهة، وإليه الآن آلَ المَسير.. ويتحدّد المصير.
في مشهد الأرض والإنسان، الجغرافيا وسكانها، سار حماتُها الأبطال بينهم ومعهم، في خط تواكبه الدعوات وتحفه المباركات، ممدود من الجبهات.. إلى المعسكرات.. إلى ساحات العرض.
وفي العرض يتوّج كلامُ المشاط -القائد العام للقوات- حديثَ المَسير المرئيّ في كل الطرقات، ما يمتلكه اليمن ويعده للقادم صادم وحاسم.
بين وعود الهدنة ورعود التهدئة رسم المَسير خيطَ السلامِ الأبيض من خيط الحرب الأسود في المشهد الرمادي القاتم والقائم منذ عامين.
ومن موقع القدرة وفائض القوة بدى في بنادق المَسير مداواةً لجراح سيادة اليمن على نحو مواساته أوجاعه لثمان سنين.
بريشة البنادق وأعقاب بيادق احتياط الرابعة، يرسم الجيش وسط المنطقة شيئاَ من بأسه، قيل عنها إنها خيارات اليمن الراهنة أو هي رهاناته القادمة لفترة ما بعد فترة خفض التصعيد أو التهديد بعودته.
لم يقل الساسةُ الكثير بقدر ما تحدّث مشهدُ المَسير.. يعرف اليمن حدود خارطته و جذور وحدته، ومن موقع الند للندِ.. يطلب من جيرانه احترام حقوقه وتحاشي الوقوف بوجه إرادته.
*نقلا عن : المسيرة نت