أيا صَغيري ماذا تفعلُ هُنا؟
لما لم تكون في هذا الوقت في مدرستك كباقي الأطفال ؟
تجلس على هذا المكان دون فراشٍ أو مأوى
لماذا أراك تشدُد يديك على بطنك ؟
هل من شدةِ الجُوع تشدُدْها لكي لا تشعُر به!
أم ألمٌ يعتريك في جسدك ؟
لا أعلم !!
لكنني أدري أنكِ تُعاني كلاهُما بفعل واقعٍ مرير وعدوان ظالم منع كل سبل الحياه . .
ارتديت ثيابك في ذاك الصباح المشؤوم الموحي برحيلك عندما لوحت لُأمِك وأنت ذاهب ؛وودعت أباك وهو يبتسم وقلبه يتوجع ،بعد أن حاول منعك فرديت "أُريدُ أن أعتمد على نفسي ياأبي" وكأنك شابا في الثلاثين من عمره ، فالظروف القاسيه جعلتك تفكر وتتحمل أكبر ما يتحمله عقلك وجهدك وتبذل أكبر من طاقتك
هل صحيح كنت قيادي عسكري يقود جيش لواء لتكون ضحيةً لصواريخ الموت !!!
أم طفلاً يحمل ذاك الميزان ويتنقل به في الشارع والأماكن ليدخل به قوت يومه !!
كنتَ تخطي خطواتك الصغيره خلف ذلك السور دون جدوى فأحرقت الشمس وجهك البريئ وأضمرك الجوع فجلست على ذلك الرصيف لترتاح قليلاً ولم تعلم أنك جلست في المكان الذي ستحوله طائرات الإجرام بعد لحظات إلى حطامٍ وركام
ولم تعلم انك جلست في المكان الذي لن تعود منه إلى أُمِكَ جثةً مضرّجه بالدماء كلما أمسكتك بيديك اليمنى أفلتْ يديك الأخرى ...
لم تكن هذه الجريمه هي الأُولى بحق طفل مثلك لقد سبقها الكثير وسبقوك الآلف من الأطفال إلى حيث أنت ذاهب ... آهٍ ياصغيري دعني أغرفُ الدماء وأرمي بها إلى السماء فالأرض قد ارتوت من دمائكم أيها الأطفال وآل سعود لم يرتو بعد...
تسببو بحرمانك من تعليمك ومستقبلك ولم يكتفوا ثم قتلوك بلا هواده ؛ ماذا اقترفت !
أيها الصغير !
لقد رحلت إلى حيث ميزان الإله الجبار؛ إلى ميزان العدالة الإلهيه التي ستقتص من أولئك السفاحين من سفكوا دمك ودماء أصدقائك وأقرانك اللذين سبقوك بلا رحمه.