معروف عن الشعر انه لغة تخاطب الوجدان وتثير المشاعر بطرق فنية وتصوير بليغ ،والشعر عرف بانه ديوان العرب وسجل حياتهم ،ووسليتهم في نقل افكارهم ومشاعرهم ،و
كثيرا هم الخالدون في عالم الادب والابداع الشعري ،وقد خلفوا لنا كنز تراثي و حضاري ،و من رحل منهم عنا لايزال حي بما تركه من مآثر وتراث فكري غني بالمفراداة المعمة بروح الولاء الصادق لله ورسوله صلوات الله عليه وآله وحب آل محمد ..
وكما هو معروف ان الأعمال الأدبية تزخر بالثراء الذي يمكن الأستفادة منه في الأستبصار بالمتغيرات المتعددة التي ينطوي عليها أي واقع اجتماعي ،والأدب العربي بشكل عام قد حظى بأهتمام كبير ومتابعة دقيقة ودراسة وافية ،في ضوء الصراع العسكري والسياسي في العصور السالفة والحديثة ،ونجد ان الغرب قد تتبعوا الحركة الفكرية بكل اشكالها وابعادها ،لاسيما الكيان الصيهوني فقد اجرى عليها دراسات وابحاث ،وقد سبق وترجم الأدب العربي الى العبرية ،عبر مؤسسات ومراكز متخصصة في مجال الابحاث والدراسات العربية والشرق اوسطية على المستوى العسكري والسياسي والإجتماعي والاقتصادي والثقافي ،ومن المراكز التي اهتمت بتلك الدراسات مركز "هشيلوح" بجامعة تل ابيب ومركز"ترومان و"فان لير" وغيرها ، ولم يكن ينطلق ذلك من رؤية أكاديمية صرفة ،وإنما من رؤية تستهدف التعرف على المجتمعات العربية التي تتعامل مهعا مجتمعات معادية في ظل الحرب ،وهذا كله ليس ببعيد عن موضوعنا حيث و الحركة الشعرية اليوم و بعد العدوان السافر على ارض الحكمة والإيمان تنادي بالتحرر والاستقلال ومن خلال الشعر او الزامل،والعدو يرصد بدقة المتغيرات والتحولات الإجتماعية ،وسبق وترجمت الأعمال الشعرية للشعراء العراقيين كاالبياتي والسياب ونازك الملائكة وغيرهم من اللبنايين وبقية العرب ،
والشعب اليمني بحكم فطرته وكونه جزء من الأمة العربية لا يتجزاء فهو يحمل خصائصها ويمثل روحها لانه ذو طبيعة شاعرة يقدر الكلمة الساحرة وينساق وراءها ولايتأثر بشيء ك مثل سائر اوحكمة بالغة ..
اليوم في هذا العمل الكتابي المتواضع اتطرق وإياكم لشاعر ثوري معاصر خلف بشعره بصمة قوية في انفس جمهوره بل الشعب اليمني بأكمله ولعل الزامل كان جسراً متين لوصول كلماته الثائرة الى كل بيت، بل وصل صداها وبقوة لجبهات العز والشرف وكان لها دور لافت في بث الحماس في انفس المجاهدين الكرماء العظماء ،ومن حديقة الشعراء سنتأمل في ملامح هذا الشاعر المجاهد الفذ المهام ومن منكم لم تقع عينه على قصيدة ملتهبة حماسية ثائرة كبركان بأسم
🎋بسام شانع 🎋
بسام علي يحيى شانع
من مواليد 1989
الاهنوم مدرية المدان محافظة عمران
متزوج وأب لولدين
يكتب الشعر الفصيح والشعبي ،واحترف الشعبي بشكل اقوى
بسام شانع شاعر اتقن غرس بصمته بدقة متناهية ،وكان لشعره مباحث عده ،وطنية وإسلامية وقومية ،تناول من خلالها اهم القضايا والاحداث المواكبة ،وقد تميز هذا الشاعر كشعراء الثورة الاحرار بالقصيد الثائر الذي يشعل اليقين الثوري والذي يجدد سمات التفكير بتعبيراته النافذة التي تحرك الركود المجتمعي وترفع حالة التذمر ،وتحول الهمس الى هتاف ثوري ضد الظلم والطغاة والجبابرة ،وقد جدد هذا الشاعر مفهوم الشعر الإسلامي ودعى الى الإصلاح والى الجهاد في سبيل الله والوطن ،وكذلك أثرى بطرحه المناسبات الدينية التي كانت قد علاها غبار الوهابية ،و كان الشاعر الحصيف والمحنك بسام شانع قد تأثر بالثقافة القرآنية وتوجهاتها السليمة كما شعراء المرحلة الذين يؤمنون بثقافة الجهاد والاستشهاد ،وقد نمى بأبياته داخل المتلقي عدة مفاهيم دينية واخلاقية لم تخرج عن طور ما حدده المشروع القرآني ،
الشاعر الفذ بسام شانع ...
شاعر تتدفق بأنسياب كلماته وكأنها النبع الصافي الزلال الذي لا تشوبه شائبة ،و
يرتوي منه العطاشى للشعر ومتذوقيه ..
من لم يعرفه عن طريق القصيد الملتهب ..عرفه عن طريق الزامل الصاخب والمدوي كدوي الرعود في سماء الحرية ..
الشاعر المبدع المحنك بسام شانع
شاعر تناول شعره مريدي القصيد والمنشدين البارزين، ولجودة كلماته وبروز ملامحها كما اسلفت لكم كان الكثير منها قد طور لعمل الزامل، والذي يعتبر اكثر تلقي من القصيد من قبل الجمهور في الوقت الراهن ،
وعندما نستعرض وإياكم الزوامل التي كانت من كلماته نجد انها هي ذاتها التي لاقت شهرة واسعة بل وتسربت بخفة للروح وانعشت الفؤاد ودبت الحماس بداخل كل من سمعها ..
انها هي ذاتها التي لصقت بذواتنا وصرنا نعظم من شأن كاتبها ،ونتشرب من خلالها معنى العزة والمرامة والإباء ،وصار المجاهد في الجبهة يجعل منها سلاح الى جانب سلاح الإيمان والسلاح الناري ،
فمن منكم لم ينبهر بكلمات" مغازي الليل" وعمق معناها
وكذلك "ياقوة الله "والتي زاد اللحن مع الصوت من جمالها فجعل منها تحفة أدبية وفنية تهفو النفس للغوص في تفاصيلها ،
"خاطفة الأرواح "لها اثر بليغ في نفس سامعها
لحنت له خلال فترة العدوان اكثر من اربعين قصيدة وانشدت بأصوات اغلب المنشدين وابرزهم مثل
الأسطورتين عيسى الليث وعبدالخالق النبهان ،والمبدع شرف الذيفاني ،والرائع محمد القحوم ،والصوت المزلزل قيس الرصاص ،والمتميز ابراهيم الدولة ،وغيرهم من المنشدين
وكذلك من أشهر ما انشده له ملك الزامل عيسى الليث بل ولحنه له ايظاً كما خطافة الأرواح ومغازي الليل ،زامل شوى الأبرمز ،ملامح ،عشق الشهادة،فك ذات الحلق
وكانت لجنة التحكيم لمسابقة شاعر الصمود قد اطلقت عليه لقب "الشاعر البالستي "وهو لقب يستحقه عن جدارة، ومنحته كذلك درع منحوت عليه هذا اللقب
واجمل ما في كتابات هذا الشاعر الباذخ بشعره انه كان يكتب معظم قصائده وهو في ساحات القتال وهذا ما اعطاها طابع شفاف ينطق من قلب الحدث بمصداقية تأسر العقول
فأنعم بك يا شاعر السيف والقلم ،وانعم بها من مكارم اصيلة هي ضيوفك .