أشحت ناظري عنكما أخادع نفسي و أقنعها أن من يَمْثُلُ أمامي جثتين هامدتين ليسا ابناي أغلى من حياتي، أواسي نفسي أنني أعيش كابوسا خنق أنفاسي و أظلم فؤادي و أحرق روحي وجعاً و كمداً،،، أواسيها بأنني سأستيقظ في أي لحظة و أراهما أمامي كالعادة يملآن البيت ضحكاً و لعباً.
ضجت السماء بأزيز الطائرات و علمت أن بيتي هدف محقق في صعدة التي قصف فيها العدوان الحجر و البشر و الشجر و لم يبقِ و لم يذر، فأسرعت نحو الجبال أحمل فلذتا كبدي و قلبي يخفق خوفاً أن يصيبهما مكروه، حميتهما داخل الكهوف و المغارات أطلب لهما الأمان و الحياة، لكنهما كانا الصيد الثمين الذي تتربص به طائرات الحقد التي ظلت تفتش عنهما بجنون و أفرغت صواريخها على كل شيء لتزهق روحيهما و تتركني لألم الفقد و العذاب أموت بعدهما قهراً ألف مرة،،، سامحاني يا قرتا عيناي إن لم أستطع أن أدرأ عنكما نيران صواريخهم لأراكما ممدين أمامي بلا حراك على هذه الشاكلة التي أدمت فؤادي و أصبحت على إثرها جسداً بلا روح غير مستوعب هول الفاجعة.
لكن و الذي رفع السماء و بسط الأرض أنني سأقتص من الجناة و لهيب الانتقام الذي يتأجج في صدري سيخمده ثأري... و وحدها جبهة القتال هي الحكم بيني و بينهم.