طاولات تفاوض فارغة لا تحمل سوى بنود وعهود خُذلت، أوراقٌ متناثرة وأقلامٌ معبأة حبرها بالدماء، ضمائر مبتورة وإنسانية معدومة، على قارعة الحروب يعزفون لحنَ الدمار، عـلى أناملَ خبيثة، مطبلون كُثْرٌ يتغنون بالسلام رافعين رايات سوداء تعكس شرورَ أنفسهم، مضمون مغاير، وشعارات زائفة وعبارات مسمومة، وأفعال مشؤومة ومجازر مشهودة، وحقائق واضحة، مجرمون قدامى وجدد مخفيون ومعروفون، أحداث مرعبة يشهدها الكون ومتغيرات مخيفة تستدعي الصحوة الكلية العربية والإسلامية.
برعاية أممية كاذبة يلتف الخونة وسفاحو العصر، تحت مظلة البراءة ماكثين ثم قائلين أمريكا راعية السلام، ليكون حاميها هو من يستبيح فيها الحرمات ومن يسرق ثرواتها، تتبدل الحقائق تتغير وتنعكس الأمور؛ لتصبح رايات السلام البيضاء داكنة سوداء بجرائمهم، ممتلئة بالدماء يحملها خونة السيوف بارعين بتقطيع الأعضاء، مجلس الأمن أصبح مجلس المؤامرات وتدبير الخطط للقضاء على أكبر قدر ممكن من المسلمين، إصدار قرارات تصرح بانتهاك حقوق البشرية، إفشاء الظلم وحماية الظالمين، إزهاق الحق، اغتيال المظلومين، على إبادة الطفولة مشرفون، وعلى إفساد المرأة منهمكون، بعد كُـلّ هذا وذاك يدعون أنهم مسالمون، للخير من يؤدي الحقوق والحماية، رايات الباطل ترتفع في العلالي حين تقطع الرقاب وعليها مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله، حرفوا الدين كليًّا، استباحوا المحرمات، بنوا المراقص، استقبلوا اليهود في أرض الحرمين، أحداث مرصودة مقصودة، يسعون لتدنيس المقدسات وحرق المصحف الشريف وسب الرسول الخاتم عليه الصلاة والسلام وعلى آله، وعلماء البلاط في سبات الانحراف منجرفين لإرضاء حكام السوء مبادرين بإصدار الفتاوى التي تخالف الشرع والدين.
قلةٌ قليلة من تمسك بدينه ورفع رايته البيضاء وسمع ووعى وفهم معنى الدين، تدبر للقرآن الكريم، اتبع سيرة الأنبياء، وسار على نهجهم، واتبع أعلام الهدى وركب سفينة النجاة فنجا وأصغى للسيد العلم عبد الملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- وفهم الدروس التي منها الصلاح والفائدة العظمى، ونتيجة هذا الاتِّباع الثابت، الوعي والبصيرة وحمل رايات السلام ورفع لواء الإسلام.