تتواتر أنباء عن نجاح المبعوث الأمريكي إلى المملكة في إقناع المملكة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب وفك الإرتباط مع الصين وروسيا وإيران في مقابل إبرام إتفاق بينها وبين أمريكا لتزويدها بأسلحة متقدمة وإنشاء حلف دفاعي ثنائي.
وفي أكثر من خبر إثر مواقف المملكة الجديدة في العامين الماضيين مع روسيا والصين والتي أدت إلى إبرام الاتفاق الإيراني السعودي كنت أشكك بصدق هذه المواقف ، وقلت أن مواقفها براجماتية ، إذ جاءت كرد فعل من سياسة إدارة بايدن والحزب الديمقراطي العدائية وستعود على عقبيها إلى الحضن الأمريكي الرؤوم ، لأنها كيان وظيفي أنشأته قوى الهيمنة الاستعمارية، ويرتبط بحبل سري به وتعتبر طرفاً يدين بالولاء والبقاء لمركز الهيمنة الذي أنشأها، وعليه فإن سقوط أو إضعاف المركز سيفضي إلى سقوط أطرافه، وأكدت أن عودة المملكة إلى الحضن الأمريكي مرهون بتغيير سياسة الإدارة الأمريكية الحالية أو قدوم ترامب مرة أخرى إلى البيت الأبيض في الإنتخابات الأمريكية القادمة أو مجيء رئيس أمريكي آخر سياساته شبيهة بسياسات ترامب. وأكدت أن المملكة ليست حليفاً مضموناً ومأموناً للصين وروسيا ولا يهمها سقوط الهيمنة الأمريكية الأحادية بقدر خشيتها من هذا السقوط الذي سيعني سقوطها ككيان وظيفي يرتبط بحبل سري بهذا المركز … ولم تك مواقفها الأخيرة إلا مناورة تحسن فيها شروط عبوديتها لسيدها.
وبالمختصر ، فإن بقاء الكيانات الوظيفية في المنطقة بما فيها الكيان الصهيوني الغاصب مرتبط ببقاء الهيمنة الأمريكية الأحادية وبقاء فكرة الصراع والتوتر والنزاعات في المنطقة ، الجديد في أمر هذا الصراع والنزاع والتوتر في ظل مشروع التطبيع هو تغيير بوصلته..!!
* نقلا عن :موقع حيروت