أصبح الناس يخافون من «أنصار الله»، ويشعرون بالسخط والغيظ تجاههم.
هذه والله كارثة ومصيبة..!
ما الذي يجري؟
لماذا تغيرت مشاعر الناس تجاه «أنصار الله» بهذا الشكل؟
طبعاً أنا أتحدث عمن يعيشون في مناطق السيادة الوطنية، أولئك الذين عايشوا الأنصار منذ نجاح ثورة «21 أيلول»التصحيحية وحتى يومنا هذا.
الوضع تغير كثيراً..
قبل ثمان سنوات كان الشخص يفرح إذا سمع أن هناك مشرفاً في منطقته من «أنصار الله» فتراه عند أي مشكلة يهرع نحو «أنصار الله» ليحلوها ويقدموا له العون.
من يتعرض للظلم في أي مكان كان يلجأ إلى “أنصار الله” دون تردد، وبالفعل كان يلمس استجابة وعدلاً وإنصافاً.
كان “الأنصار” بارقة أمل لهذا الشعب المظلوم، وكان الجميع يقولها متفائلاً: هؤلاء الفتية هم الحل، هؤلاء البسطاء الأنقياء هم من سيقيمون القسط بين الناس.
بالفعل كانوا “بسطاء”، وكانت شعبيتهم الواسعة تُخرس كل المنافقين.
أما اليوم باتت الأمور مختلفة تماماً، وأصبح المواطن ينفر ويخاف من “أنصار الله”.
أخبرني أحدهم أن لديه مشكلة معينة، ونصحته بتقديم شكواه إلى مركز شرطة “القائم عليه من الأنصار”، فرفض نصيحتي وقال بنبرة إحباط إنه لم يعد هناك خير من هؤلاء.
هذه الحقيقة المرة أيها “الأنصار”، لم يعد اسمكم مقروناً بالعدل والإنصاف.
ما الذي أوصلكم إلى هذا الحال؟
طبعاً قلوب الناس لم تتغير، وصمود الشعب لم يتزعزع.
لذلك ابحثوا عن إجابات أخرى، وأنا سأخبركم ببعضها:
- الوضع المزري في مؤسسات الدولة، وتجاهلكم لملفات الفساد المتراكمة وتوفير كل سبل الراحة للمسؤول الفاسد، ومن يتكلم عن الموضوع أو يخرج “ملفات فساد” يتم اعتقاله وإقصاؤه من عمله.
- المظالم التي حدثت ومازالت تحدث باسم “المسيرة القرآنية”، وتجاهل كل الأصوات التي تنادي برفع الظلم عن هذا وذاك.
- الفشل الكبير في إدارة الدولة وإقصاء الكفاءات والخبرات مقابل تعيين “ذوي القربى” الذين لا يملك بعضهم “شهادة ثانوية”.
- إصدار قرارات عشوائية دون دراسة العواقب الكارثية الناتجة عن تلك القرارات، ما يفتح المجال أمام المنافقين للسخرية والاستهزاء بأنصار الله.
- فشلكم في احتواء المجتمع والقرب من الناس.
- تجاهلكم لتوجيهات سيد الثورة (يحفظه الله) كما كان أهل العراق يتجاهلون خطب الإمام علي عليه السلام.
هل لاحظتم أنني لم أستخدم أسطوانة العدو المشروخة وأطالبكم بصرف المرتبات؟
الكل يعلم أن تحالف الشر من قطع مرتبات الموظفين وحاربهم في لقمة عيشهم، لكن تصرفاتكم السلبية جعلت الشعب ينسى هذه الحقيقة، فلا تطحنوا الشعب فوق طحنه.
يكفي أن تحاربوا الفساد، وتبدؤوا ببناء دولة حقيقية، وتنظروا إلى مظالم الناس، والوضع سيتحسن مع الوقت، وسيزداد الشعب صموداً وحباً لأنصار الله.
عودوا إلى مدرسة الشهيد “الصماد”، كونوا كما كان بإخلاصه وصدقه وبساطته وقربه من الناس.
إنني ناصح محب ومن “أبناء” هذه المسيرة، لذلك أرجو أن تتأملوا كلامي جيداً، وتتوقفوا عن السير (بنا) نحو الهاوية.
* نقلا عن : لا ميديا