مازلنا نعيش أجواء وفعاليات كأس العالم المقامة في روسيا (الصديق القديم) ومن اللافت للنظر أن مضحكات ومخازي مملكة آل سعود لم تغب حتى عن فعالية رياضية مثل كأس العالم، وكأن الأصدقاء الروس لم يعملوا على إتحاف العالم بحفل الافتتاح وإبراز العراقة الحضارية الروسية وحسب، بل وتسليته بتلك المملكة النفطية عندما تجهل معرفتها بنفسها وتصر على مزاحمة دول لها مكانتها في المحافل الدولية.
ما يجعلني اعتقد ذلك هو ما سمعته- قبل يوم من افتتاح الدورة – عبر التلفزيون الروسي على لسان محلل رياضي روسي حيث قال: إن المنتخب الروسي الحالي هو أسوأ منتخب لبلادهم حتى اليوم.. وإن (الفيفا) لم تكتف بوضعه في أسفل قائمة ترتيب المنتخبات الأوروبية ولكنها وضعت المنتخب السعودي قبله بدرجات .. هكذا قال التلفزيون الروسي ولكنا ما إن انتهينا من الاستمتاع بحفل الافتتاح حتى اتحفنا الروس بما لا يقل تسلية وإضحاكا وهي مباراة الافتتاح التي جرت بين المنتخب السعودي وبين الموصوف بأسوأ منتخب في تاريخ روسيا، وهو المنتخب الروسي الذي أرانا كيف يكون الهش أكثر هشاشة عندما لا يعرف قدر نفسه وكيف يتم الدّوس على الاراجيف والأكاذيب الدعائية الإعلامية والكثير منا ولا أقول الجميع قد شاهد المقابلة بين أضعف المنتخبات وأسوأها من وجهة وبين أكثرها دعاية وترويجا وإنفاقا.. وكيف صرنا لا نتابع الفنيات والمهارات الكروية ولا أين ذهبت أموال النفط، بل نتابع إيلاج الكرة بالأقدام الروسية بين خشبات المنتخب السعودي (خمسة أهداف نظيفة مع مراعاة لياقة الضيافة كما كان واضحا من نظرات وإيماءات الرئيس الروسي إلى بن سلمان القابع إلى جواره مع كل هدف يلج مرماه.
لقد امتعنا الروس، كما امتعوا الكثير من المواطنين أو العرب المنسوبين إلى آل سعود أو إلى مملكتهم، كما تدل التعليقات التي صدرت منهم ومنها نفي أحد السعوديين للأهداف الخمسة في مرماهم، وأن أصدقاءهم الأمريكيين قد أسقطوها وهي في طريقها إلى أهداف مدنية، وتعليق آخر لسعودي يقول: لقد أحبطنا الروس وأفشلنا محاولتهم تحقيق الهدف السادس الذي كان في طريقه إلى مكة المكرمة وهذا ما يدعو المسلمين لليقظة والدفاع عن قبلتهم.
تلك عينة من التعليقات الساخرة للسعوديين أما غيرهم فحدث ولا حرج وخلاصتها تقول: اذا ما كان هذا هو المنتخب السعودي أمام أسوأ منتخب فما هو حظ المقاتل السعودي أمام أصلب وأشجع مقاتل في العالم وهو المقاتل اليمني وعلى أرضه الموصوفة عالميا بمقبرة الغزاة.
نكتفي بهذا ففيه الكثير والكثير.. وتعالوا إلى ما يضحكنا أكثر وهو التأثر السعودي الإماراتي بما هو إسرائيلي أمريكي فإذا ما كان الكيان الصهيوني قد استغل انشغال الكون بكأس العالم في 1982م فهاجم العاصمة اللبنانية بيروت جوا وبرا وبحرا ليدخلها ويملي شروطه في الحرب العدوانية الأولى على لبنان – فإن المنبهرين بهم أو المتشيعين فيهم أو المحتمين بهم من السعودية وما شاكلها قد أجلوا تنفيذ مخططاتهم لغزو الحديدة إلى ما قبل أيام من انطلاقة فعاليات كأس العالم بوهم لا يقل سخافة عن وهمهم السابق بأن عدوانهم وتركعيهم لليمن لا يحتاج لأكثر من أسابيع ثلاثة، وهنا ننوه اذا ما كانت قوات المارنز الأمريكية قد خرجت من بيروت بضغطة واحدة من قدم الفدائية اللبنانية ( سنا محيدلي) وكذلك تبعهم الغزاة الصهاينة من بيروت الغربية ثم من أراضي لبنان أو جنوبه الحر، فان (الحديدة) لن يخرجوا منها إلاّ أشلاء وجثثا محترقة ولينظروا إلى زبد بياض أمواج البحر على شواطئنا فما هي إلاّ أكفان من سيتمكنون من تكفينه وأن من وجدوهم جبالا على الجبال هم اليوم جبال وشماريخ شامخة على امتداد الصحراء والشواطئ اليمنية.