بعد أن غرر عليهم حاخامات الوهابية السعودية وفي مقدمتهم الحبر السديس والحاخام العريفي خلال جولاتهم الاستقطابية للمشاركة في التحالف العدواني على بلادنا تحت شماعة حماية المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها الكعبة المشرفة ، والتي روج السديس وطابور النفاق الوهابي السعودي بأن التحالف يهدف إلى حمايتها من الغول (الحوثي الشيعي الإيراني المجوسي ) والذي يسعى لاستهدافها بالصواريخ البالستية ، ويخطط لدخولها واحتلالها على حد زعمهم ، بهدف دغدغة عواطف الدول الإسلامية الغيورة على الإسلام والمقدسات الإسلامية ومنها ماليزيا ، هذه الدولة الصناعية والتي تعد من النمور الآسيوية أعلنت على لسان وزير دفاعها انسحابها من التحالف السلولي على بلادنا ، مؤكدة على أنها لن تشارك في أي تحالف يستهدف أي دولة عربية أو إسلامية ،وأنها قررت سحب قواتها المتواجدة في السعودية بصورة نهائية.
هذه الخطوة والمبادرة الإيجابية من الجانب الماليزي اعتبرها بعض المحللين السياسيين بأنها جاءت عقب تعري الكيان السعودي وسقوط أكذوبة حماية المقدسات وإتضاح الأهداف التي يسعى هذا التحالف الإجرامي لتحقيقها ، ومع استمرار المذابح والمجازر البشعة في حق اليمنيين الأبرياء من النساء والأطفال ، وجد الماليزيون أنفسهم شركاء في كل تلكم الجرائم كونهم أعلنوا انضمامهم للتحالف ، لذلك قرروا الانسحاب وسحب قواتهم وهو من القرارات الأولى الصادرة عن حكومة مهاتير محمد الجديدة والتي أراد أن تكون بدايتها صافية ونقية وغير ملطخة بدماء اليمنيين واليمنيات ، ويرى مراقبون بأن مهاتير محمد أراد إرسال رسائل تطمين لكافة شعوب العالم بأن ماليزيا ستتفرغ للعلم والعمل والبناء والتعمير ولن تنساق خلف أي دعاوى أو مشاريع دموية تدميرية للشعوب والدول أيا كان مصدرها ، ولم يعد المال السعودي يمثل مطمعا ماليزيا بعد اليوم ، ولن ينساقوا خلف نزوات آل سعود التي تعمل على تسييس الدين والمقدسات وتوظيفها لخدمة أهداف ومخططات أسيادها من الأمريكان والصهاينة ، تلكم المخططات الشيطانية التي تمثل التهديد الحقيقي للكعبة المشرفة والمقدسات الإسلامية وللإسلام والمسلمين.
انسحاب ماليزيا من تحالف (قرن اليهودة ) يعد ضربة موجعة للكيان السعودي المأزوم والذي يعيش حالة من الترنح عقب تلقيه الصفعة تلو الأخرى في مختلف جبهات القتال ، وبعد انكشاف سوءته وسقوط كافة الرهانات التي ظن بأنها ستقوده إلى الهيمنة والتسلطن على دول المنطقة ، قبل أن يجد نفسه غارقا في مستنقع اليمن ، الذي ظن بأنه في مهمة خاطفة وسريعة ، وأن عدوانه الهمجي لن يستمر سوى أسابيع قليلة قبل أن يرفع اليمنيون الرايات البيضاء ويعلنوا الإستسلام والعودة لبيت الطاعة السعودي ، وأتطلع أن تتوالى الانسحابات من هذا التحالف الذي يبدو أنه سيقتصر على السعودية والإمارات ، وحينها سيجد هؤلاء الأوغاد أنفسهم في الكماشة اليمنية ، وستكون خزينتهما فارغة بعد أن تمت عملية حلبهما بنجاح من قبل ترامب المعظم وحينها ستقول لهم أمريكا إني بريئة منكم ، وتبدأ مرحلة نشر الملفات وتحريك دعاوى ارتكاب جرائم الحرب ومن ثم الانتقال لمرحلة القصاص والتي تمثل آخر مسمار في نعش الأسرة السعودية في بلاد نجد والحجاز .
بالمختصر المفيد، ترنح التحالف السعودي الناجم عن الانتكاسات التي يتعرض لها في الساحل الغربي خاصة وفي بقية الجبهات عامة ، سيتجه نحو السقوط عقب انسحاب ماليزيا منه ، وإدراجهم من قبل الأمم المتحدة ضمن القائمة السوداء المنتهكة لحقوق الأطفال والإنسان بشكل عام ، ومع توالي الضربات التي يتلقاها التحالف السعودي ، وفي ظل استمرار نزيف الدماء والأموال والعتاد ، والتهديد المباشر للصواريخ البالستية وقدرتها على الضرب بدقة داخل العمق السعودي مخترقة أنظمة الدفاعات الجوية الأمريكية ، يبدو التحالف السعودي متجها نحو الإنفراط والبحث عن حلول وتسويات تحفظ لهم ما تبقى من ماء وجههم ، ولا يجدون أي حرج أن تأتي هذه الحلول والتسويات باسم المبعوث الأممي تفاديا للإحراج أمام شعوبهم بعد أكثر من ثلاث سنوات من الانتحار في اليمن ، لم يحصدوا خلالها غير القتل والخراب والدمار ، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف الخاسر الأكبر من وراء هذه الحماقة الكبرى التي لا يمكن تبريرها مطلقا.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .