التمنطق بالعتاد هل تعرفونه ؟.. إنه ببساطة حب الله والوطن والدولة والوحدة والقوة والعزة والكرامة والسيادة والاستقلال بتجرد بعيدا عن الأهواء والهويات القزمة، التي حاول ولا يزال يحاول البعض أن يحصرنا فيها، ويشكلنا ويأطرنا من خلالها، يعاملنا من خلالها، ويحترمنا أو يهيننا من خلالها، يقربنا منه أو يبعدنا عنه من خلالها، يحكم علينا وعلى ما في عقولنا وأفكارنا وحديثنا ومنشوراتنا من خلال هذا التقزيم البغيض والغبي، الذي ورثه ذات يوم من جلسات المقايل ورحلات الصيد الخاصة..
لقد احتار الأعداء فيما مضى من سنوات الحرب والعدوان والحصار على اليمن في البحث عن كل الطرق لتمزيق النسيج الاجتماعي اليمني الجميل، ولكنه فشل، وكلما سحب أحد أذياله إلى الرياض أو ابوظبي أو القاهرة، قال في نفسه ها انا انتصر على ثقافة المجتمع اليمني، وكلما سقط صرصارا في مجاري فنادق الرياض وابوظبي والقاهرة، انتفخت أوداج العدو ومرتزقته واحتفلت صفحات النسيج الاجتماعي الافتراضي والوهمي في الفيسبوك وتويتر بما يكتبه هذا الصرصور أو تلك الذبابة..
لقد مضى الأعداء إلى غايتهم في تفتيت النسيج الاجتماعي اليمني منذ وقت مبكر، ومن أيام اليهودة في اليمن، وذلك من خلال وصم الأفراد والشخصيات والجماعات والتكوينات الجغرافية بصفات كنتونية صغيرة وقزمة حتى وصل الأمر إلى وصم كل مكان جغرافي يمني أو محافظة يمنية بصفة دنيئة.
الحقيقة هي ان احاديث وكلام ومقالات كبار مثقفي وصحفيي وكتاب وسياسيي الخيانة والارتزاق والعمالة نسج لنا نخبة يمنية مريضة، فاسدة، مصلحية، مادية، مهمتها هو تمرير كل هذا الفن العبيط والمتآمر، ومن هذا الغزل الثقافي والسياسي الدامي نسج العدو ما نسج ونسخ ما نسخ وقلد ما قلد، ولكن بقي نسيج الشعب اليمني مذهلاً وقوياً ومنيعاً ، فأراد العدو وتحالفه ومرتزقته والخونة والعملاء السابقون واللاحقون أن يسحقوا جدار النسيج الاجتماعي اليمني بالتآمر والخيانة والعمالة، وكل يوم نرى ونسمع عن انجذاب احد ضعاف النفوس من هذه النخبة اللعينة في هذا البلد إلى مربعات الخيانة والعمالة والارتزاق ، فقط لتكون المطية والدابة السوء التي من خلالها يتم تمرير كل هذه الجرائم والحروب والحصار والتجويع، ومنها ما انكسرنا فيه و منها ما انتصرنا عليه وبقوة ساحقة وماحقة..
إن هذه النخبة التي تمتعت بكل مميزات السلطة والثروة ، في كل العقود والعهود ، قد أجهضت علينا الكثير من الانتصارات، ومررت علينا الكثير من اتفاقيات العار، ثم آخر ما قامت به هو دق مسمار نظام منظومة صالح ومحسن في خاصرة الوطن، فلما وقفنا ضدها وخلعناها، لجأوا لتأصيل خلافات اشد فتكا داخل النسيج الاجتماعي اليمني، وصنعوا مظلات وكوافي لكل مظلة وكل كوفيه لون وشعار فمنها الجنوبي ومنها الشمالي ومنها المؤتمري ومنها العفاشي ومنها العلماني ومنها الليبرالي ومنها الاخواني ومنها الشافعي ومنها الزيدي ومنها السلفي ومنها الجهادي ومنها الحيادي ومنها…..آسفين يا زفت ..
إنها نخبة عائمة لزجة، مهمتها هو تفكيك أي اصطفاف وطني يمني يمنح اليمنيين حق الانتصار على تحالف الباطل والشر السعودي، لقد جعلوا منا أمام كل قائد ومسؤول ووزير وصحفي ومجاهد، فسيفساء شوهت لوحة الوطن اليمني وجماله وكرامته وعزته ووحدته، افيقوا يا أهل اليمن واعيدوا النسيج الذي تمزق، فإنا والله لمتمنطقون بعتاد حب الله والوطن والدولة والوحدة والقوة والكرامة والعزة والهيبة، مهما تمنطق غيرنا بالأحكام السابقة عنا ومهما تقزم غيرنا داخل أسوار حديقة النخب المناطقية والدينية والسياسية، ومهما تكاثرت صراصير وذباب مجاري فنادق الرياض وابوظبي والقاهرة..