شهدت العرض العسكري اليمني المهيب في ميدان السبعين بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة الـ21 من أيلول/ سبتمبر المجيدة، ورأيت بأم عيني صنعاء تخرج أثقالها، وشريطا ثوريا مدته تسعة أعوام منذ قيام ثورة الـ21 من أيلول اليمنية، التي كان يقابلها تسعون عاما أيضا من الثورة المضادة العالمية بقيادة كياني العدو السعودي و«الإسرائيلي» تحت الجناح الأمريكي والبريطاني.
تسعة أعوام وكل مؤشرات الوعي الشعبي والصمود الميداني والثبات السياسي اليمني ضد أكبر ثورة مضادة في العالم تؤكد أن ثورة 21 أيلول أدخلت الشعوب العربية والإسلامية في خضم المرحلة الجديدة من استيعاب الحراك الثوري العربي والإسلامي ضد الطغيان الصهيوأمريكي.
تسعة أعوام وصل فيها مدى وعي وقيم ومشروع الثورة اليمنية للتعبير الحقيقي عن أهداف ثورة الكرامة والسيادة والحرية والاستقلال العربي والإسلامي تحديدا، وهذه المرحلة سوف تبدأ بالتشكك الشعبي في كافة قرارات ومواقف الأنظمة العربية التابعة والمرتهنة لأعداء الأمة.
تسع سنوات من ثورة 21 أيلول المجيدة منحت الصمود والثبات والتحدي اليمني، وتخطت خلالها اليمن مراحل عديدة من التضحيات والبطولات حتى وصل وعي المقاتل اليمني وقيم الشعب اليمني ومشروع القائد اليمني إلى مراحل الانتصار والعزة والكرامة الثورية التي شهدناها الخميس في العرض العسكري المهيب بميدان السبعين، لم يصل وعي الشعب اليمني إلى هذه المرحلة إلا بعد أن مر بمآسي مرحلة المراوحة بين اليأس والأمل ومرحلة انعدام الثقة ومرحلة الاحتقان، ومرحلة اكتشاف القيم، ومرحلة ثبات المبادئ الثورية، ومرحلة بناء المشروع الثوري.
تسع سنوات وثورة 21 أيلول تواجه كل أعداء الأمة بثبات وعي المقاتل اليمني، وصمود قيم الشعب اليمني، ومشروع القائد اليمني، وكل يوم من أيام العدوان على اليمن كان الصمود والثبات والتحدي الثوري اليمني يخرج الشعوب العربية والإسلامية من وحل مرحلة اليأس ويمنحها الانتصار نشوة الأمل بالتحرر والاستقلال، وها هي المرحلة قادمة التي كانت تتمنى فيها الشعوب العربية والإسلامية أن تكون طموحاتها ورؤيتها وتقييمها للصمود اليمني في محله وهو ما كان يثبته لهم يوميا الانتصار والصمود الثوري لوعي المقاتل اليمني وقيم الشعب اليمني ومشروع القائد اليمني.
ومقابل هذا الثورية اليمنية الثابتة والصامدة على نهج وعي هدى الله وقيم كتاب الله، كانت مواقف وقرارات الأنظمة المرتهنة لأعداء الشعوب العربية والإسلامية مهزوزة وتثبت لشعوبها وللعالم العربي والإسلامي أن مواقفها تخدم أعداء شعوب الأمة وقراراتها مخدوعة وخادعة ومرتهنة وذليلة، فكانت الشعوب العربية والإسلامية تنحاز مرة لليأس ومرات تنحاز للأمل، وفي كل مرة تمنحهم الأنظمة المرتهنة أملا كاذبا في القضاء على الثورة اليمنية التي كانت بصمودها تعري وتكشف كل يوم بدماء وتضحيات وبطولات مقاتليها وجوع شعبها وصدق قائدها كل أكاذيب الأنظمة المرتهنة والثورة العالمية المضادة، وهذا عمل بتوفيق الله وتأييده على إدخال الشعوب العربية والإسلامية في عدم الثقة بأنظمتها المرتهنة لأعدائهم.
إن هذه المرحلة من الثورة اليمنية المجيدة سوف تجعل نخب الشعوب العربية والإسلامية الحرة والشريفة تقوم بإخضاع مواقف وقرارات كافة الأنظمة العربية والإسلامية للمعايير الموضوعية التي انتهجتها ثورتنا اليمنية الخالدة، وسوف يبدأ الناس يقارنون فيها ما حدث ويحدث وسيحدث في الميدان اليمني، والصدق والصمود الثوري اليمني، وما يحدث مقابله من كذب وانكسار وهزيمة التطبيع في ميدان الثورة المضادة وأنظمتها المرتهنة، سوف تقارن الشعوب العربية والإسلامية بين العزة والشرف والكرامة والبطولة والتضحية والسيادة والقوة اليمنية، وبين خزي وعار وذل وإجرام وتبعية وارتهان وتطبيع قلاع وأنظمة وجيوش ودول وممالك الثورة المضادة العربية والعالمية.
إن ثورة الـ21 من أيلول اليوم قد أدخلت الشعوب العربية والإسلامية الحرة والشريفة مرحلة الوعي الثوري الشامل لأبناء الأمة، التي سوف يتأكد لها أن كافة مواقف وقرارات ووعود الأنظمة المرتهنة والمطبعة كانت مجرد سحابة خداع وتضليل على الشعوب العربية والإسلامية لن تمطر عليهم إلا مزيدا من الأكاذيب وانتهاك الكرامات ومسخ الدين والقيم، وأن مشروع العزة والهيبة السيادة والحرية والاستقلال هو المشروع الأنجع والأصلح لهم.
إن ثورة الـ21 من أيلول اليمنية، ضحت بمئات الآلاف من أبنائها، وصنعت صواريخها وطائراتها وأثبتت قوتها وهيبتها وعادلت موازين القوى، وامتلكت قوة الردع، لتمنح الشعوب العربية والإسلامية الأمل في بناء أمة عزيزة ومستقلة وحرة ومنتجة وقوية ومهابة، وهذا ما تواجهه الثورة المضادة العالمية بقيادة (أمريكا والسعودية وبريطانيا والإمارات وإسرائيل)، التي تتحرك تحركا مضادا في مواجهة وتصادم وقمع حريات وإظهار علني للتطبيع وللتبعية والارتهان المذل، مما يضفي على المشهد الشعبي والسياسي العربي والإسلامي برمته كآبة وإحباطا عميقا مجتمعيا وشعبيا بين أبناء الأمة كلها، وهو دافع بحد ذاته لتحرك شرفاء وأحرار الأمة كما تحرك شعبنا اليمني بثورته اليمنية العظيمة.
بعد هذه الهيبة والعزة والكرامة اليمنية التي نحمد الله ونشكره عليها، سوف تظهر في المقابل مرحلة من الاحتقان الكلي، فالأنظمة العربية المرتهنة والفاشلة والعاجزة عن تحقيق الكرامة والحرية والاستقلال، تحاول إطعام شعوبها الذل وإخراسهم بهيئات الترفيه، أو منحهم حرية النباح مع تجويعهم، حتى يصل الأمر إلى أن تتفرد الأنظمة المرتهنة والمطبعة مثال الأنظمة التي تحكم السعودية والإمارات بقطع ألسنة مواطنيها ولا تعد قادرة على إشباع حتى رغباتهم الشيطانية، وهذا تفرد تاريخي تقوم به أغنى ترسانة مالية في العالم ليكون وبالا عليها، حينها سوف تذهب هذه الأنظمة إلى قاع النفايات السياسية في التاريخ، وتصعد ثورة الحق والصمود والتحدي والكرامة اليمنية إلى عنان السماء مع أحرار وشرفاء الأمة العربية والإسلامية، وتبقى ثورة الـ21 من أيلول اليمنية نموذجا ثوريا فريدا من نوعه للأمة والعالم الحر والشريف كله كخلاصة الخلاصة للوعي الثوري الحق والقيم الثورية الحق والمشروع الثوري الحق.
* نقلا عن : لا ميديا