عبدالباري عطوان
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالباري عطوان
كيف “هزم” اليمن أمريكا وحامِلات طائراتها المِلياريّة
أمريكا تُفعّل قرارها بوضع اليمن على قائمة الإرهاب.. كيف احتفل اليمن بهذه “الخطوة المُشرّفة”
“إسرائيل” تنهار.. فكيف يكون الردان العربي والإسلامي الآن وفي المستقبل المنظور؟
من منظور حِسابات الرّبح والخسارة: حركة “الجهاد الإسلامي” خرجت مُنتصرة
لبنان: ما هي السّيناريوهات السياسيّة والعسكريّة في المرحلة المُقبلة؟
ماذا يعني “رضوخ” عشر دول أوروبية لشروط بوتين
هل ارتكب الرئيس أردوغان خطيئةً كُبرى بمنع الطّائرات الروسيّة من استِخدام الأجواء التركيّة؟
أُعاهد أهلنا وشُهداءنا وأسرانا أن التهديدات الإسرائيليّة لن تُرهبني
“حزب الله” يعلن الحرب على السعودية والبداية احتضان المعارضة علنيا ورسميا في الضاحية الجنوبية
هل سيُؤرِّخ العام الجديد لطرد جميع القوّات الأمريكيّة من سورية؟

بحث

  
لعنة اليمن
بقلم/ عبدالباري عطوان
نشر منذ: 7 سنوات و 10 أشهر و 22 يوماً
الخميس 09 يونيو-حزيران 2016 01:53 ص





لم نكن ننوي مطلقا العودة الى هذا الموضع مرة اخرى، ولكن تأكيدات وكالة انباء “رويترز″ العالمية في برقية لها اليوم (الاربعاء)، ان المملكة العربية السعودية حشدت وزراء خارجية دول التحالف العربي الذي تقوده الى جانب نظرائهم من دول اعضاء في منظمة التعاون الاسلامي للاتصال بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون لتهديده بكل الطرق، المباشرة وغير المباشرة، بأعمال انتقامية في حال استمراره في ادراج المملكة وحلفائها في حرب اليمن على القائمة السوداء التي تضم الدول التي تقتل الاطفال وتشوههم، هذه التأكيدات حتمت علينا هذه العودة.

والاهم من ذلك ان المملكة هددت بوقف جميع المساعدات المالية التي تقدمها الى المنظمات التابعة للامم المتحدة، ومن بينها منظمة “الاونروا”، التي ترعى شؤون اللاجئين الفلسطينيين، باعتبارها رابع دولة الاكثر تبرعا لها، حيث قدمت مئة مليون دولار في العام الماضي، علاوة على عقد اجتماع لعلماء مسلمين، واصدار فتوى ضد الامم المتحدة باعتبارها معادية للاسلام، الامر الذي وصفه دبلوماسي اممي لوكالة “رويترز″ بانه احد ابشع انواع الابتزاز، مما يدين هؤلاء العلماء، ويؤكد ان فتاواهم تصدر حسب الطلب.


***

“عاصفة الحزم” السعودية قتلت بصواريخها وقذائفها اكثر من 500 طفل يمني، و1168 قاصرا، علاوة على ستة آلاف آخرين، حسب احصاءات الامم المتحدة نفسها، وحذف اسم السعودية وحلفائها من القائمة السوداء لا يمكن ان يحجب هذه الحقيقة، او يقلل من فداحة المصاب اليمني بجوانبه كافة.

لا نختلف مطلقا مع كل الآراء التي تتهم الامم المتحدة بالفساد، وخضوعها لهيمنة الولايات المتحدة الامريكية، وتواطؤها الكامل مع الحصار، ومن ثم الحرب، التي شنتها الولايات المتحدة، بغطاء اممي، التي ادت الى مقتل مليون طفل عراقي، وبعد ذلك اعطاء الغطاء الشرعي لحلف “الناتو” لقصف ليبيا، وقتل اكثر من 30 الفا من ابنائها، وتحويلها الى دولة فاشلة، ولكن ما نختلف فيه مع المملكة والدول العربية والاسلامية التي “هرعت” لدعمها، والضغط على الامين العام للامم المتحدة لرفع اسمها من القائمة السوداء، انها صمتت، بل شجعت، الحصار الامريكي الظالم على العراق الذي استمر 13 عاما، وانتهى بإسقاط النظام العراقي الذي حارب ايران ثماني سنوات لحماية المملكة العربية السعودية ودول الخليج من ثورتها الاسلامية.

نعم.. الامم المتحدة رفضت، وبضغط امريكي اسرائيلي ادراج دولة الاحتلال الاسرائيلي من القائمة السوداء نفسها العام الماضي بسبب قتلها اطفالا في قطاع غزة، ولكن هذه الخطوة تدين السعودية وحلفاءها، لانهم طالما يملكون كل هذه “العضلات” المالية والسياسية لماذا لم ينتصروا لاطفال غزة والعراق، ويجبروا المنظمة الدولية على تصحيح خطيئتها هذه في حقهم، ووضع اسرائيل على القائمة السوداء؟

قتل البشر، سواء كانوا صغارا او كبارا، في اليمن او سورية، او العراق، او ليبيا، او فلسطين المحتلة، وايا كان القاتل، هو ارهاب وجريمة كبرى يجب ان تعاقب الدول والجماعات التي تقدم عليها سواء كانت مسلمة او غير مسلمة دون اي تمييز.
السعودية قد تكون نجحت وحلفاؤها في ازالة اسمها من القائمة السوداء، ولو مؤقتا، ولكن الضرر الذي لحق بها مزدوج، فقد بات العالم بأسره، وبسبب هذا الارتباك الذي لحق بالمنظمة الدولية من جراء تراجعها، يعرف جيدا انها ارتكبت جرائم في حق اطفال اليمن وبلدهم اولا، والحقت هذه الضجة الاعلامية التي ما زالت في بدايتها ضررا اكبر لها، وصورتها بصورة الدولة التي تمارس الترهيب والابتزاز ضد منظمة دولية وامينها العام ثانيا.

***

لا نضيف جديدا عندما نقول، ان كل هذه المصائب التي تتوالى على المملكة العربية السعودية وحلفائها الذين ورطتهم معها، تأتي بسبب “عاصفة الحزم” التي قصفت، وتقصف، طائراتها شعب فقير معدم منذ عام وثلاثة اشهر على الاقل، دون هوادة او رحمة.

كما نتمنى لو ان حكومة المملكة العربية السعودية استخدمت امكانياتها العسكرية واسلحتها المادية الضخمة في خدمة القضايا العربية العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين، ودعمت خطط التنمية في الدول العربية الفقيرة لتوفير لقمة العيش للعاطلين عن العمل فيها، وهم بعشرات الملايين، ومن بينهم اكثر من ثلاثة ملايين سعودي، وجيشت علماءها وكل نظرائهم في الدول الاسلامية لتحرير المقدسات العربية والاسلامية من الاحتلال الاسرائيلي، لا لحذف اسمها فقط من قائمة قتلة الاطفال السوداء.

انها، وباختصار شديد، “لعنة اليمن” التي ستظل تطاردها لعقود قادمة.. والايام بيننا.
تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
طارق مصطفى سلام
المراكز الصيفية.. نهضة ثقافية وعلمية لمستقبل أبنائنا الواعد
طارق مصطفى سلام
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
يحيى المحطوري
وقولوا قولًا سديدًا
يحيى المحطوري
مقالات ضدّ العدوان
أحمد عبدالله الشاوش
السعودية وصعاليك الأمم المتحدة !!
أحمد عبدالله الشاوش
كمال البرتاني
عادات بان كي مون السيئة
كمال البرتاني
عبدالله علي صبري
لن يمرّوا
عبدالله علي صبري
زينب عبدالوهاب الشهاري
نفحات رمضانية
زينب عبدالوهاب الشهاري
د.أسماء الشهاري
الحمدلله الذي بلّغنا رمضان
د.أسماء الشهاري
عبدالرحمن غيلان
عن الليث والجرْف
عبدالرحمن غيلان
المزيد