مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
مازال في الأمل بقية
إلى قلمي المصاب بحمى الثورة
بعيداً عن أشباه الرجال
وضوحٌ وتواضعٌ وعدالة
الملجميون
ما أبعدنا عنه!
دمعة في محراب الوصي
العدل والمساواة أولاً
شياطين بالفطرة
شاهد واحد فقط

بحث

  
لذلك لم تضع فلسطين أولاً
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: 5 أشهر و 12 يوماً
الإثنين 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2023 01:11 ص


المواقف العظيمة، والخطوات المتقدمة الجريئة في ظل الصراع الأزلي بين الحق والباطل، الظلم والعدل، الإسلام والإيمان، في مقابل الشرك والكفر والنفاق، لا يستطيع اتخاذها أيُّ إنسان ينتمي إلى دين انتماءً شكلياً، باعتبار ما جرى عليه العرف، وألفته النفس من منطلق الالتزام بالعادات والتقاليد الاجتماعية الموروثة، كما لا يمكن القيام بتلك الخطوات والمواقف من قِبَل أولئك الذين عرفوا الدين عن طريق حركات وتنظيمات أسهم الاستكبار العالمي اليهودي الصهيوني بإنشائها، ودعم واحتضان روادها ومؤسسيها، وتكفل هو بوضع خططها وبرامجها، وأمسك هو وبشكل كلي بكافة الأمور والمجالات والقضايا والأبعاد الداخلة في بنيتها الثقافية والعقيدية والفكرية والسياسية وسواها، لذلك وجدناها تقدس الخرافات، وتنزع نحو الوهم، وتسوق للأساطير، وتتعبد بالظلم والفساد والبغي والجريمة، إذ استباحت دماء المسلمين وأعراضهم، وهدمت ديارهم وأوطانهم، وكسرت نفوسهم من الداخل، وأبقتهم في وضعية مزرية للغاية، وضعيةٌ عنوانها قتل الضمائر، وتجميد الفكر، وتخليد الجهل والتفاهة والعبثية، ومنطلقها الانشغال بما لا طائل منه من العلوم والمعارف والفنون التي لا علاقة لها بالناس وحاضرهم ومستقبلهم، ولا تمتلك أدنى رؤية لحل مشكلاتهم الحياتية اليومية، إلى الحد الذي جعلها عاجزة أمام تحولات وتغيرات وتبدلات واختلاف الواقع، بكل ما فيه من ظروف وأحداث وأزمان، ولما وجدت نفسها تلك الحركات غير قادرة على مجاراة الواقع، بما يلبي حاجة الناس، ويخدمهم على كل المستويات، ويجعلهم أمة ذات منزلة مرموقة، وموقع متقدم علمياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً وتربوياً وأخلاقياً واقتصادياً؛ لجأت إلى الماضي بكل ما فيه من حق وباطل، وصحيح وسقيم، وأصيل ودخيل، وقدمته للجميع باعتباره خلاصة ما أنجزه الإسلام، وتمام ما صنعته العقيدة، وأكمل ما توصل إليه الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، لجوءً ركز على عزل القرآن مضموناً وإبقائه رسماً وتلاوةً لمجرد الرغبة بالحصول على المزيد من الثواب والأجر، واستنزال الشفاء والرحمة، وحصول البركة فقط لا غير، أما بقية الأمور فإن الفيصل فيها هو ما رواه فلان، وعمله علان، وأجمع عليه ذوو الأطماع الدنيوية من ساسة وتجار وعلماء جور وسلطان.
لذلك لم تضع فلسطين أولاً، بل سبق ضياعها ضياعُ الإنسان المسلم، فكراً ووجداناً، عقيدةً والتزاماً، توجهاً ودوراً، وبقينا لقرون مشلولي الحركة، عديمي الوزن والحيلة، أذلاء مهانين من قبل قوى الكفر والاستكبار، أقوياء وأشداء وسباقين ومبادرين وشجعان في مواجهة المختلف معنا مذهبياً وسوى ذلك من أبناء أمتنا وأرضنا وديننا، وقد شهدنا خلال عقدين من الزمن ما يكفي لو كنا نعقل من فضائع ومجازر وجرائم تلك الحركات المتلبسة بالإسلام، والعاملة لصالح أعدائه؛ ألم يخبرنا أولئك بأنهم شهدوا الملائكة يقاتلون الجيش العربي السوري المسلم؟! ألم يرَ ويسمع الجميع مشائخ تلك الحركات وهم يصورون للناس أن اليمن والعراق وسورية وليبيا وجنوب لبنان وغزة حتى ديار كفر، يجب تدميرها، وقتل مَن فيها؟!
لهذا نحن ملزمون اليوم وأكثر من أي وقتٍ مضى، بالعمل على استعادة الإنسان المسلم، ومن واقع ما أوجدته الدماء والأرواح والجهود والخطوات والمواقف المبذولة على طريق القدس، والتي استعادت فلسطين في الذهنية كقضية أولى، وهي الخطوة الممهدة لاستعادتها في الواقع أرضاً ومقدسات وتراثاً وإنساناً.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
محمد حسن زيد
مشهدان متناقضان للحرية الأمريكية
محمد حسن زيد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمجيد التركي
غزة.. تسقط الأقنعة
عبدالمجيد التركي
شهاب الرميمة
غزوةُ الأحزاب وحصارُ غزة.. حفيدُ الكرار: “أنا لها يا رسولَ الله”
شهاب الرميمة
خديجة المرّي
دورُ الإعلام في مُواجهة العدوان
خديجة المرّي
نبيل جبل
طريقُ الارتزاق يبدأ بخيانة الوطن وينتهي بخيانة الأُمَّة.. المرتزِقة اليمنيون نموذجاً
نبيل جبل
عبدالله علي صبري
سيفُ اليمن يصنَعُ الفرق
عبدالله علي صبري
محمد محسن الجوهري
إتّباع “سنة محمد” يكفي لزوال “إسرائيل” ونصرة غزة
محمد محسن الجوهري
المزيد