لم نكن نتوقع في يوم من الأيام أنّ بيننا من يغضب لليهود، ويعادي كل من يتحرك لمواجهتهم، ولو بمجرد الكلام.
فالإعلام الرسمي وغير الرسمي لمرتزقة السعودية والإمارات يضج بالتشكيك والقدح في انتصاراتنا ضد اليهود، بلغت عند البعض حد الإنكار لها، رغم صراخ الصهاينة العالي من وقعها.
وقد كشفت الضربات الأخيرة للجيش اليمني ضد العدو الإسرائيلي، في البحر الأحمر وفي ام الرشراش المحتلة المسماة حاليا “إيلات”، أنّ البعض يُفضل أن يسود اليهود بظلمهم على المسلمين على أن يكون الخلاص منهم على يد أبناء الشعب اليمني، لذلك تجدهم يمتازون غيظاً مع أي حديث عن الانتصارات اليمنية التي أثلجت صدور المسلمين في غزة وخارجها.
كما أن تشكيك أولئك المغتاظين من مرتزقة اليمن يفضح عقائدهم ووهنهم النفسي؛ فهم يرون اليهود وإسرائيل آلهة لا تقبل الهزيمة، فيلجأون للإنكار للحقيقة الواقعة التي أثبتت ضعف العدو الصهيوني وجيشه.
إلا أن إرادة الله شاءت أن يكون كبيراً لصدقه في توليه لله ورسوله وآل البيت، والتزامه بالمنهج الإلهي القاضي بمعادة اليهود، والتحرك العملي لكسرهم ودفع شرهم.
ومن دلالات الحرب الإعلامية على التحرك اليمني أن العدوان على اليمن هو عدوان على فلسطين والعكس، فالمعركة واحدة وإن توسعت الجغرافيا، والعدو واحد ولو تعددت عناوينه، وقد كشفت دول العدوان عن ولائها للصهاينة والمعاداة لفلسطين، وذلك يقتضي الأمر نفسه من قبل مرتزقتهم في اليمن وغير اليمن.
ويتبين لنا اليوم أن الشرف كل الشرف في نصرة فلسطين، مهما كان التضحيات، فالدوافع لذلك نبيلة من قبل اليمن قادةً وشعباً، ومن فاته ذلك الشرف فلن ينال مثله بالتشكيك في مواقف الشرفاء من أبناء جلدته.
* نقلا عن :السياسية