يفتقر العربُ اليوم إلى مشروعٍ تحرري، يقودهم إلى الاستقلال الفعلي من هيمنة الغرب، وينجح في تحرير الأراضي العربية من احتلال اليهود.
ومنذ أن استقلوا من هيمنة الباب العالي والعرب يتخبطون من أزمةٍ إلى أخرى، والسبب غياب المنهج الصحيح القادر على تحقيق أهداف الأمة قاطبة وأولها النصر والتوحيد لكل البلاد العربية.
وقد جرب العرب مشروع القومية الذي ابتدعه الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، وحقق بعض الإنجازاتٍ المحدودة قبل أن يسقط بالضربة القاضية في نكسة حزيران 1967.
وقد ظلَّ العرب بعدها بلا مشروعٍ فعلي ما جعل الساحة العربية ملعباً لكل القوى المؤثرة بما فيها “إسرائيل”، والتي أنشأت تحالفاً مع بعض الدول العربية تحت يافطة (محور الاعتدال العربي)، وكان هدف ذلك التحالف ضرب المد التحرري في الأمة، وإعاقة أي بوادر لتحرير فلسطين.
وقد كُشفت ساق ذلك المحور بوقوفه المهين إلى جانب العدو الصهيوني خلال معارك غزة الراهنة، ومشاركته بأكثر من وسيلة في الإبادة الجماعية بحق نساء وأطفال القطاع.
وقد مهدت تلك المجازر إلى ظهور اليمن كقوة عظمى إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وهو ما يؤسس لإنشاء محور عربي قوي بقيادة اليمن، يضمن الحفاظ على الهوية الإسلامية للعرب وبها يستعيد أراضيه المحتلة.
ويتعطش الواقع العربي لمثل ذلك المشروع، سيما وأن الساحة تخلو من أي مشروع ديني تحرير مناهض للصهيونية، وقد أثبت المشروع اليمني قوته على الأرض، وبأنه فعلاً لا يقبل الهزيمة أمام أي تحالف، إقليمياً كان أو أجنبي.
وقد أثبتت القيادة اليمنية أنها كبيرة بحجم تطلعات الأمة، وبأنها جديرة لقيادتها إلى النصر، كما سبق وأنجزت ذلك مراراً أمام واشنطن وتحالفاتها المحلية والإقليمية.
والحديث عن الاجتماعات اليمنية الفلسطينية ليس إلا استفتاح لقيام المحور العربي المقاوم بقيادة اليمن، وبات من الواضح انخراط كل الفصائل الشعبية الفلسطينية في مشروع صنعاء، ومبايعتها له ما دام والبوصلة هي القدس وتحريرها من دنس الصهاينة.
وباتت الساحة اليمنية أيضاً مؤهلة لحمل راية الجهاد وتحرير فلسطين، وما نراه من زخمٍ شعبي حول ذلك لهو خير دليل على أن المرحلة القادمة هي مرحلة جهادية بامتياز، تبدأ من صنعاء وتنتهي في القدس بإذن الله.
نقلا عن : السياسية