عبدالكريم محمد الوشلي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالكريم محمد الوشلي
الزامل والبرع..فن الرجولة الذي لا شبيه له
الفُجور الحلال
الصماد.. روح الصمود والنصر
الكذبُ “حقائقُ” أمريكا البديلة!
الأمم القاتلة.. الأمم المخادعة
عملية السفينة الصهيونية.. موقف القول والفعل
خطاب القائد في ذكرى الشهيد ضوء وتأكيد مواقف"1"
بين العدو القاتل وأنظمة التطبيع والاعتدال
“طوفانُ الأقصى”.. نهايةُ الغدة!
البردوني قصيدة “جوَّابةٌ للعصور”

بحث

  
بخور المعبد الأمريكي!
بقلم/ عبدالكريم محمد الوشلي
نشر منذ: 10 أشهر و 24 يوماً
الأربعاء 07 يونيو-حزيران 2023 12:23 ص


يرى سياسيون ومحللون كبار وناشطون مرموقون في مراكز الأبحاث السياسية الأمريكية، وهذا حال نظرائهم في ميدان التحليل السياسي الغربي..فضلا عن الشأن ذاته بالنسبة إلى المراقبين والمهتمين بالسياسة والإستراتيجية العالمية على مستوى بلدان العالم الأخرى.. كل هؤلاء يرون أن صوت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم هو أكبر من حجمها الفعلي، الذي يشهد تآكلا واضحا تنحدر معه هيمنةُ أمريكا وهيبتها ونفوذها وقدرتها على التأثير في الأحداث ومساراتها في الإطار الدولي برمته..
وهذا واقع ملموس وحقيقة منطوقة بملء فم الحراك المتسارع للمشهد السياسي الدولي، بمختلف مصاديقه وشواهده الساخنة، في أوكرانيا وجنوب غرب آسيا وجنوب شرقها وشرقها الأقصى، ومناطق عديدة أخرى في عالمنا الذي تختلج به المخاضات متفاوتة الأحجام، والتي تشير في خلاصتها إلى أننا بصدد عالم جديد قيد التشكل ، سِمتُه الأساس تعدُّدُ الأقطاب وأفولُ طور القطب الواحد المهيمن، وهو أمريكا وتوابعُها في الغرب الأوروبي وبقيةُ المنظومة الهيمنية الاستئثارية ،التي ظَلَّ الأمريكيُّ كبيرَ كهنة معبدها طيلة الفترات الماضية التي تلت الحرب العالمية الثانية، وخصوصا العقود التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومته الشيوعية بداية تسعينيات القرن الفائت..
اليوم، في خضم المشهدية العالمية المتحركة المثيرة.. للعقل المهتم المراقب والقارئ-بحصافة-لما يحدث..أن يلتقط العنوان العريض للمسار الذي تشير إليه بوصلة الأحداث.. وفي بعض تفاصيله غولٌ أمريكي هو الأكبر في المعترك الدولي أو حلبة الصراع الكبرى على الثروات والمصالح ومصادر الطاقة.. يترنح تحت وطأة شيخوخته المتفاقمة، ويفقد عنفوانه شيئا فشيئا، ومعه أذرعٌ ومخالبُ آخذةٌ، بدورها، في الضمور والاهتراء والتكسر.. والمثلُ الواضح هنا هو كيان الغدة الاحتلالية الخبيثة في فلسطين ؛ وقريبا (قد لايتعدى الأمر عقدا أو عقدين) سيشهد العالم حقيقة (الموت لأمريكا والموت لإسرائيل) .. وماعدا هذه الحقيقة سيكون من مسطورات كتب التاريخ، التي ستطالع فيها الأجيال ، باندهاش، عن ما كانت (الإمبراطوريةَ الأكبرَ في التاريخ) !
ومن بين المقروء حينها أن أمريكا تعودت الاختباء وراء جدران سميكة من الخداع والمناورة والشعارات والعناوين الكاذبة المضللة، التي تبرر بها تدخلاتِها العدوانية الكارثية وجرائمَها في حق الشعوب المستضعفة والمستهدَفة بسياساتها الاستكبارية التي جلبت الموت والدمار والجوع والمآسي الشتى للعشرات من تلك الشعوب على مستوى المعمورة..
لعل أبرز اليافطات أو العناوين الذرائعية التي تحضر في السياق : حقوق الإنسان.. الديمقراطية.. الحرب على الإرهاب..مكافحة المخدرات.. وغيرها؛ وجميعها تعبر عن ازدراء أمريكي متماد واستخفاف بالمعقول من الواقع العالمي بالضرورة ! فأمريكا ليست فحسب، المتهمَ الأول في كل مقترَفٍ ضمن تلك العناوين، بل هي المُدان الأول، وبامتياز !
ومن المضحك أن تقف أمريكا في منصة الادعاء في قضايا كالاتجار بالمخدرات، بينما الواقع أن الـ cia هي المتعهد العالمي الأول لحفلات توريده واستيراده وتوظيفه في أحط مستويات الابتزاز السياسي، وهذا عين ما فعلته أنظمة وظيفية تابعة كالنظام السعودي..
والواقع أن المرحوم جارودي لم يبالغ حين قال في أحد مؤلفاته المهمة(أمريكا طليعة الإنحطاط) :” إن المخدرات هي بخور المعبد الأمريكي! ” .
ويتقاطع مع المطروح في سياقنا أمرٌ وثيق الصلة الموضوعية به، وهو خطوط السياسة الأمريكية(والغربية عموما) المتعرجة والشديدة الالتواء.. فشتان بين تصريحات ساستهم وما يعلنونه عبر وسائل الإعلام من مواقف ومحسنات لفظية ووعودٍ لايوفَى بها أبدا من جهة.. وحقائقِ سياساتهم الفعلية التي تحملها الوقائع والأحداث في شتى القضايا والمشاكل التي يكون لأياديهم دور فيها من الجهة الأخرى..!
لكن الثابت، على الدوام، في كل ذلك.. أن بشاعة جرائمهم وارتكاباتهم تبقى أكبر بكثير من وسائل التجميل اللغوية والدعائية والإعلامية، رغم ضخامة إمكاناتها وتقنياتها وآلاتها الدائرة ليلاً ونهاراً في مهامها السحرية التضليلية السوداء، على مستوى الفضاء الإعلامي والسياسي والاستخباري الدولي، وهجماتِها المدمرة والخطيرة وذات الملمس الأفعواني الناعم على العقل البشري، لمسخ الحقائق والوقائع وتزوير المفاهيم والمعطيات التي يتعاطى معها إزاء كل القضايا الساخنة والجارحة للضمير الإنساني، المطروحة على أوسع مستويات النظر وأبعدها.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
رشيد الحداد
فشل المفاوضات اليمنية - الأوروبية: صنعاء إلى التصعيد مجدداً
رشيد الحداد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
صفاء السلطان
الدورات الصيفية والقيادة القرآنية
صفاء السلطان
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
طه العامري
فلسطين.. قضية في ذاكرة العالم
طه العامري
مقالات ضدّ العدوان
محمد صالح حاتم
حالةُ صمت وترقُّبٌ قد تولِّدُ بركانًا
محمد صالح حاتم
عبدالحافظ معجب
ابن سلمان بين الهيمنة والخضوع
عبدالحافظ معجب
طالب الحسني
مخيمات النازحين في مارب.. من الاستخدام السياسي إلى المأساة
طالب الحسني
عبدالعزيز البغدادي
البحث عن السلام في غابة التوحش البشري
عبدالعزيز البغدادي
خليل نصر الله
عملية «العوجة» تسقط وهم «الحدود»
خليل نصر الله
مجاهد الصريمي
لحظة من صراع مرير
مجاهد الصريمي
المزيد