عبدالفتاح حيدرة
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالفتاح حيدرة
هيا بنا نفهم.. أهم أسباب وعوامل استمرار الوضع المزري
من وعي كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات 18 أبريل 1445ه
انحياز وتأييد شعبي يمني لمشروع سنن الله في التغيير..
“جريمة” رداع.. قراءة متأنّية
من وعي وقيم ومشروع كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات في فلسطين 11 رمضان 1445
من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية " المحاضرة 10" 1445
من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية "المحاضرة6"1445
من وعي وقيم ومشروع كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات في فلسطين 14 مارس 2024م
التقوى مدخل النعيم الأبدي
من وعي محاضرات السيد القائد الرمضانية "المحاضرة 2"

بحث

  
سوق نخاسة الانتهازيين
بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
نشر منذ: 8 أشهر و 14 يوماً
الثلاثاء 15 أغسطس-آب 2023 09:08 م


مع الهدنة هذه أصبح الكثير منا معزولين عن كل شيء للأسف، لم نعد نلتقي أو نتواصل أو نتعامل مع أحد من القيادات في الدولة أو حتى القيادات الثورية والوطنية والثقافية الرسمية وغير الرسمية، إلا من خلال أولئك الذين لا يحترمون إلا نجاح المُعرّصين وفهلوة الانتهازيين، أولئك الذين لا يثقون بأحد، إلا بمن لديه طريقة لنيل المكاسب المادية والمناصب الإدارية، وهؤلاء نعرف جيدا أن داخل كل واحد منهم انتهازياً مادياً وقحاً، يأخذ فرصته وفرص غيره.
وللأسف، مرة أخرى بات جهل البعض بهم يعمل على حشر خلق الله في زوايا معارك مصالح الانتهازيين الضيقة. ومن خلال هذه الزاوية المظلمة فإن قبول الشخص أو رفضه دفع بالكثير للدخول في سوق نخاسة الانتهازيين، وتم تقييمه وتثمينه ماديا (بيع وشراء). والمصيبة الأكبر، على ما يبدو، أن هناك تقييماً رسمياً وشبه رسمي لتحرك أو نشاط كل شخص من خلال ثمنه المادي، وليس قيمته الفكرية والأخلاقية والدينية والوطنية والإنسانية.
إن التقييم المادي الذي توسع الانتهازيون والمُعرّصون في انتشاره، يعد من المؤشرات الأساسية التي تجعلك تعرف أن هناك زبالة انتهازية تدعي دوماً القيم والمبادئ، لا تميز بين القيمة الأخلاقية والثمن المعنوي. ولأن قيمتهم أصلاً مادية متدنية وثمنهم رخيص، أصبح ذلك ينعكس على كافة ممارساتهم وتصرفاتهم مع الآخرين، بدءاً من حديثهم وسلوكياتهم ومعاملاتهم الشخصية، مروراً بدوائر معارفهم وحتى عملهم الوظيفي والمهني والإداري. كل شيء محكوم عليه مسبقاً، عند هؤلاء النفر، بمقياس أن لكل شخص ثمناً وقيمة مادية، وليس قيمة معرفية ووطنية وأخلاقية وموقفه وصموده وتضحيته ووعيه.
إذا كانت مسألة تقييم الآخرين من خلال ثمنهم المادي، وليس من خلال قيمتهم الفكرية والمعرفية، فلدينا في اليمن أكبر صورة لمن اختاروا أسلوب الثمن المادي هذا والقيمة المادية تلك، ونشاهد من خلالهم كل يوم أوسخ وأتفه نماذج الخيانة والعمالة والارتزاق ونماذج العمل الانتهازي الرخيص، والذي دفع بهم ليبيعوا دينهم ووطنهم من أجل بضعة ريالات ودراهم. هؤلاء المرتزقة والعملاء والخونة أكبر تجسيد حي لهذا التقييم المادي الرخيص، بعكس أصحاب القيمة الفكرية والوطنية والإنسانية الواعية، الذين خاضوا ويخوضون كل معارك الدفاع عن عرض وأرض شعبهم ووطنهم، ولديهم وعي تام بأن كل معاركهم ضد العدو مهمة جدا، مهما كانت صغيرة وفرعية، ومهما رآها الآخرون تافهة، فكلها معارك مهمة وضرورية عندهم، بغض النظر عن الانتصار فيها أو حتى خسارتها؛ لأن الحقيقة اليوم هي أن لكل مواطن يمني حر وشريف قيمة معنوية عليا وسامية مرتبطة بالله وكتابه والسيد القائد والوطن والإنسانية، وهي قيمة أكبر من كل أموال ووظائف الدنيا.
ختاماً: إن ذكاء الانتهازي ليس شرطاً للانتماء الديني أو الوطني أو الثقافي، فهناك متدينون ووطنيون ومثقفون جداً، طلعوا أغبياء وخونة وعملاء ومرتزقة تافهين ورخيصين جدا، قبلوا بالاشتراك مع العدو في قتل وحصار شعبهم وأهلهم وقبائلهم.
ومع كل هذا القبح الرخيص بقيت الجماهير اليمنية التي تئن وتعاني يومياً من حرب وحصار وغلاء وتجويع وخراب، لم تصدق كل الأغبياء من نخب الأحزاب السياسية والأيديولوجية والوطنية والثقافية خلال السنوات الماضية، وكل ما حدث ويحدث كانت تتوقعه الجماهير اليمنية بكل الصور والأشكال الممكنة، وهي تتعلم من تجاربها المريرة هذه، ولن تكررها مرة أخرى بأي شكل من الأشكال؛ لأنها ببساطة شديدة جماهير واعية بدينها وأخلاقها ووطنيتها، وتعرف جيدا قيمة قياداتها الثورية الدينية والإيمانية والوطنية والفكرية والسياسية والأخلاقية، وتساندها وتقف معها في أحلك الظروف، وتدفع الثمن من دمائها وحياتها حتى يتم استكمال مشوار التحرر والاستقلال، وبعدها كل واحد سيعرف ثمنه وقيمته.

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
عبدالرحمن العابد
ضربة يمنية قوية للكيان
عبدالرحمن العابد
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالعزيز الحزي
مخاوف من مخاطر الخطة الأمريكية لإيصال المساعدات إلى غزة عبر البحر
عبدالعزيز الحزي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
صفاء السلطان
الدورات الصيفية والقيادة القرآنية
صفاء السلطان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالعزيز البغدادي
في العلاقة الملتبسة بين القاضي والمحامي
عبدالعزيز البغدادي
عبدالله عمر الهلالي
المرتباتُ مطلب الجميع.. فمن نطالب ولماذا؟
عبدالله عمر الهلالي
د.شعفل علي عمير
أبعادُ السياسة الاقتصادية للعدوان في المحافظات المحتلّة.
د.شعفل علي عمير
خالد العراسي
افحصوا المؤهلات وجددوا المعلومات
خالد العراسي
عبدالحافظ معجب
دروس من التجربة الاجتماعية لحزب الله.. «مدارس المهدي»
عبدالحافظ معجب
حمدي دوبلة
سلام أمريكا غير!
حمدي دوبلة
المزيد