أحمد يحيى الديلمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
أحمد يحيى الديلمي
رمضان في غزة
المفاجأة اليمنية
بوعزيزي أمريكي
غزة .. والصلف الأمريكي..!
الشهيد الصماد الموقف وصدق الكلمة
ياسين سعيد نعمان وخيانة المثقف
تمييز الحق من الباطل
خلفية الانحياز الأمريكي الكامل للعدو الإسرائيلي"3- 3"
بريطانيا والحلم المفقود
حلف الشر

بحث

  
ثورة الخلاص من الوصاية
بقلم/ أحمد يحيى الديلمي
نشر منذ: 7 أشهر و 9 أيام
السبت 23 سبتمبر-أيلول 2023 11:30 م


في ظل الجدل الدائم بين المثقفين والأنصاف والأرباع منهم حول العلاقة الأزلية بين ثورة سبتمبر 21 و 26 ، لا بد أن نعود قليلاً إلى الوراء لنؤكد حقيقة هامة لا أعتقد أن أحداً يُنكرها ، ومفادها أن ثورة الـ26سبتمبر 1962م وقعت تحت الوصاية من أول وهلة وكانت وصاية مزدوجة كان المصريون ومن خلفهم يتحكمون بالجانب الجمهوري، والسعوديون ومن معهم يتحكمون في الجانب الملكي ، وهكذا أصبحت اليمن واليمنيون مجرد ألعوبة للتسلية وتصفية الحسابات بين دول مختلفة ومن لف لفيفهما ، ووصل الأمر في صنعاء مثلاً بالجانب المصري إلى مرحلة التحكم المباشر والسيطرة على كل مقاليد الأمور بحيث تم سجن الدولة بكامل رجالها في القاهرة واستبدالهم بآخرين وكان اللواء طلعت حسن آخر قائد لما يُسمى بالقوات العربية يتحكم في كل صغيرة وكبيرة ولا يستطيع أي وزير أن يتحرك إلا بأمره ، وهكذا كان الأمر مع السعودية والجانب الملكي ، السعودية تُقدم وتؤخر ما تُريد ، وهنا تكمن عظمة ثورة 21سبتمبر لأنها حررت البلاد من الوصاية والتبعية المطلقة وأصبح الوفد الوطني في صنعاء يتفاوض مع الجانب السعودي الند للند .

من هذه النقطة بالذات نعرف أساس الخلاف الرئيسي الذي يعرقل المفاوضات بين الجانبين من شهر إلى آخر ، فالسعودية على أتم الاستعداد لدفع أي مبالغ مرتبات أو تعويضات أو ما يطلبه الجانب اليمني ، بشرط أن يقبل الطرف اليمني بعودة الوصاية وحالة الخنوع والاستسلام والتبعية كما كان الأمر في الماضي ، إلا أن هذا الأمر بات مستحيلاً من قبل أنصار الله والشعب اليمني بشكل عام بعد أن تخضبت الأرض بالدماء وتزينت الشوارع بصور الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل تحقيق هذه الغاية ممثلة في إنهاء الوصاية على الشعب اليمني ، وكأن 21سبتمبر الحدث جاء ليقول للسعوديين الشعب شب عن الطوق وخرج عن الوصاية ، ومن الآن حتى يبعث الله الأرض ومن عليها ستظل اليمن حرة مستقلة تملك الإرادة والسيادة والاستقلال ، وتمتلك قرارها بنفسها بعيداً عن الإملاءات الخارجية أو الوصاية المباشرة ، وهذا بالفعل ما ترفضه السعودية وتعتبره مصدر خطر عليها، ونحن نعلم جميعاً كيف كانت السعودية تتحكم في القرار اليمني حتى أن أحد الوزراء ذهب لحضور اجتماع دولي ليُمثل اليمن وانحاز إلى قرار مخالف لما أعلنه الوزير السعودي ، فتم استدعاؤه ومن ثم تنحيته من الوظيفة لأن السعودية أقامت الدنيا ولم تُقعدها بعد أن شذ عن القاعدة المعروفة وهي التبعية المطلقة للسعودية .

وهكذا كان الأمر بالنسبة للشهيد المغدور إبراهيم محمد الحمدي، فلقد حاول أن ينزع إلى الاستقلالية فلم تمهله السعودية سوى أسابيع وكلفت عملاءها في الداخل للقضاء عليه، وبالتالي ظلت الأمور محكومة للإرادة السعودية تارة عن طريق المشائخ الممولين منها وأخرى عن طريق من تلبسوا الدين زوراً وبهتاناً وأصبحوا يمثلونه في كل المواقع والمحافل، فلقد كانوا يجسدون الرغبة السعودية في كل أعمالهم ولو على حساب كل شيء السيادة والاستقلال والأرض والكرامة كلها كانت مباحة أمام الجانب السعودي ، وهذا ما يجعله اليوم يتلكأ كثيراً في كل جولة من جولات التفاوض رغم استعداده وما يترتب على هذا الاستعداد من سخاء وقبول بدفع المليارات فقط أن يُسمح لها بأن تعود للأمساك بزمام الأمور ولو من طرف خفي ، إلا أنه كما قُلنا بات من الصعب العودة إلى ذلك الوضع المزري، وهذا هو الألق الذي تتميز به ثورة 21سبتمبر والذي يمنحها خاصية مميزة، ولكي تستمر هذه الحالة فإن الأمر بحاجة إلى مساعٍ كبيرة لتحقيق كل ما يتطلع إليه الشعب في مجال التنمية والسلام والأمن والاستقرار ، لا أن نظل نسير على نفس النهج الذي ظل سار عليه النظام السابق ، نعلن عن أشياء لا وجود لها إلا في الإعلام وفي أذهان المعلنين فقط ، والواقع يئن ويشكو الويل وإذا استمر الأمر على هذه الحالة فإن الأمور ستسير من سيئ إلى أسوأ ، وستتمكن السعودية من العودة إلى نفس الموقع الذي خسرته بفعل التضحيات وحالات الاستبسال النادرة .

نبارك لشعبنا ولقيادة الثورة هذه الذكرى الخالدة.. ومن نصر إلى نصر.. والله من وراء القصد ..

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
الأكثر قراءة منذ أسبوع
مالك المداني
عقدة النقص!
مالك المداني
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
عبدالرحمن مراد
المجازر في غزة
عبدالرحمن مراد
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالرحمن مراد
التعايش المدني والإسلام
عبدالرحمن مراد
مقالات ضدّ العدوان
محمد حسن زيد
عرض عسكري مهيب قد يُدشّن مرحلة جديدة
محمد حسن زيد
خليل نصر الله
عرض صنعاء العسكري: بناء الجيش بوقت قياسي ورسائل سياسية
خليل نصر الله
عبدالحميد الغرباني
العيدُ ال 9 لثورة 21 سبتمبر: محورُ المقاوَمة يُحلِّقُ بجناحٍ من الركن الجنوبي لشبه الجزيرة العربية
عبدالحميد الغرباني
علي الدرواني
المسكوتُ عنه في خطاب السيد عبد الملك الحوثي
علي الدرواني
علي ظافر
انتهاء مفاوضات الرياض… ما الميزات والنتائج؟
علي ظافر
مجاهد الصريمي
اليمنيون بين مولد وبشارتين
مجاهد الصريمي
المزيد