أمل...طفلتي الصغيرة أرى البراءة تذرف الدمع عند يديك الذابلتين، و يحتضن الأسى جسدك الصارخ بالوجع، و تعاتب عيناك الذابلتين العالم في مرارة، و يحتقر جسمك الهزيل العالم المنغمس في مشاهدتك تحتضرين بلا مبالاة، العالم المستغل المستمع في طرب لصراخ بطنك الخاوي و الذي يدر عليه مال الجاني طالما ظل مغلقاً فاه تجاه معاناتك فاتحاً جيوبا لا قعر لها لتمتلىء بقبح النفاق و دناءة الاسترزاق فتموتي أنتي ببطء و تغادر روحك الملائكية هذا العالم المليء بالإجرام و الوحشية المتجردة.
عالم حد سكين الجوع و جهزه لقاتلك و تأمله و هو ينتزع روحك رويدا رويدا و تقاضى أجر الصمت و شجع الجاني لذبح المزيد ليأخذ المزيد، فانطلق الوحش بكل شراسة متربصا بألف أمل أخرى ليجهز عليها و يمارس جرائمه و يقترف جناياته كيفما شاء.
غاليتي أمل كنت الفاضحة لنفاق العالم، كنت الناطقة عن مأساة وطن فاقت الوصف، و كنت الشاهدة على شياطين باسم بشر.
صغيرتي أمل غادرتي هذه الحياة مذهولة مرعوبة من قسوة البشر، لكن... كان هناك فضاء واسع رحب بانتظارك لتزهر فيه ابتسامتك و يرجع جسدك نضرا و يتوج الجمال محياكِ من جديد حيث لا وجود لتعب أو ألم أو قهر، مكان ينتظر أرواحاً طاهرة كروحك ليستقبلها في حفاوة و يكتنفها في نعيمه عند رب الكون.
السلام على روحك يا أمل و لا نجاة لمن سرق منك طعامك و ألقمك الموت.
السلام على يمن سكنته أمل و لا يزال يحتضن الأمل بأخذ القصاص و الثأر من الجناة قاتلي أطفال اليمن.