مرة أخرى ويبدو أنها ستكون الأخيرة لانتحار مرتزقة العدوان ومواليه على أبواب مدينة الحديدة، وفي الساحل الغربي عموماً، فالذي لم يتحقق على مدى الأربعة أعوام لن يتحقق في مهلة الشهر المطروحة لتحقيق أي تقدم قبل التوجه إلى وقف العمليات العسكرية، والجلوس على طاولة المفاوضات المفترضة.
هذه المرة ذهب المرتزقة إلى جبهة الساحل ولم يعد الكثير منهم، بعد أن تم قطع خطوط إمدادهم في منطقة الجبلية بالتحيتا، ومنطقة الفازة التي تقدم فيها أبطال جيشنا ولجاننا الشعبية وسيطروا على كافة مواقعِ المرتزقة الذين تكبدوا خسائر فادحة بعد فرار قياداتهم، وفي منطقة الجاح الأسفل التي أصبحت بالكامل بيد قواتنا المسلحة. أما في مدينة التحيتا فلقد سيطر جيشنا واللجان على كافة مواقع المرتزقة، ووقع من تبقى منهم تحت الحصار المفروض من كل الاتجاهات.
مستشفيات عدن والمخا لم تعد قادرة على استقبال المزيد من جرحى المرتزقة، الذين رفض التحالف نقلهم إلى الرياض أو أبوظبي، واكتفى بوعدهم بنقلهم إلى أرتيريا عبر طائرات إجلاء طبي لم تصل بعد، فيما الجثث تركوها خلفهم بين كثبان الرمال ووثقتها عدسات الإعلام الحربي.
بعد أسبوع دامٍ على أبواب الحديدة سكتت أصوات الرصاص ولم يتبقَّ سوى غارات الطائرات على الابرياء والمدنيين، ولكنها لم تستطع أن تنقذ من تبقى من المرتزقة المحاصرين في كافة الأماكن التي وصلوا إليها قبل قطع طرق الإمداد إليهم،
والصوت الأبرز اليوم هو نداءات مكبرات الصوت، التي تدعو من تبقى من المرتزقة لتسليم أنفسهم عبر النقاط المحددة للاستسلام والنجاة.
المرتزقة ينتحرون في محرقة الساحل الغربي، والعدو يحرضهم على الموت بحثاً عن حل من اثنين: إما تحقيق إنجاز يعزز موقفه على طاولة المفاوضات القادمة، وإما التخلص منهم قبل التوصل إلى التسوية النهائية، فالسعودية والإمارات تقولها صراحة للمرتزقة والتابعين: "نحن متجهون للتسوية الشاملة مع صنعاء في غضون شهر، ومصيركم سيكون مأساوياً إذا لم تحققوا إنجازاً عسكرياً نوعياً خلال هذه الفترة"، وهذا ما يستفز قيادة المرتزقة الذين يدفعون بالمغرر بهم للموت بحثاً عن "اللي ما هلوش".
وفي كل جولة تصعيد تكون الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن في وضع الاستعداد للتدخل في الوقت المناسب لإنقاذ تحالف الفشل من الانهيار والغرق في جبهات القتال، ففي الوقت الذي يتم فيه الدعس على التحالف ومرتزقته في الساحل الغربي والضالع وناطع البيضاء ومحور صعدة وجيزان ونجران وعسير، "يطلع لنا" المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن غريفيث للحديث عن أهمية جهود المسار التفاوضي في مرحلته الثانية، باعتبارها عملية تكميلية للمفاوضات الرسمية في اليمن "على قولته"، و"ساع الصدق" يؤكد أهمية العمل من أجل ما سماه بناء السلام في اليمن، بالتوازي مع الجهود الدبلوماسية الرسمية، المعروفة باسم المسار الأول، لإنهاء الحرب، وكله كلام في كلام لا يقدم ولا يؤخر، بندقية الأبطال وتضحياتهم هي التي ستحسم المعركة لصالح الأرض التي ترفض الغزو والغزاة.