رغم أن الولايات المتحدة قادمة من خلف الأطلسي إلى منطقة «الشرق الأوسط» البعيدة عنها، فإنها قد استطاعت بفعل عملائها أن توجد لها نفوذاً قوياً، بات مع مرور الوقت يبدو كأنه حق للولايات المتحدة أن تبقى في المنطقة وتتحكم بمصيرها.
بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تسارعت وتيرة فقدان أمريكا لهذا النفوذ، بل لا نبالغ إذا قلنا إنه بات وبالاً عليها، ولكي تحافظ عليه يبدو أن الكلفة ستكون باهظةً جداً.
السبب الرئيسي في النفوذ الأمريكي يعود لأمرين:
الأول: ضعف الدول العربية وعدم قدرتها على تصنيع سلاحها وامتلاك قرار استخدامه.
الثاني: افتقار الدول العربية للمشروع الجامع، ولم يكن هناك مشروعٌ أفضل من القضية المركزية (فلسطين)، فعمدت أمريكا وبمساعدة عملائها أيضا إلى قتل هذا المشروع في نفوس الشعوب بإشغالهم اقتصادياً أو بغسل الأدمغة إعلامياً وتشجيع نشر الفتن الطائفية بين أبناء الأمة لكي يبقون ضعفاء مشغولين ببعضهم.
اليوم، وحين وُجد المشروع واستطاعت بعض الشعوب العربية تصنيع سلاحها وامتلاك قرار استخدامه بدأ النفوذ الأمريكي يتلقى ضربات موجعة في البر والبحر، وبات النفوذ الأمريكي محلّ حديث وتساؤل، بل وبات انتشار القواعد العسكرية الأمريكية التي كانت مصدراً للنفوذ، عبئا ونقاط ضعف، قد تخسر أمريكا كثيراً للحفاظ عليها.
انحسار النفوذ الأمريكي بات أمراً حتمياً؛ ولكن هل سيكون ذلك بتفجير المنطقة أم انسحاب سلس مع الحفاظ على علاقات طيبة مع الجميع؟!
بحسب عقلية الكاوبوي الأمريكي أتوقع أن الانسحاب سيكون دموياً إلا إذا حدث أمر جللٌ في الداخل الأمريكي يشغلها بنفسها. وإن غداً لناظره قريب.
* نقلا عن : لا ميديا