كم كانوا أغبياء عندما اعتقدوا أن اغتيال الرئيس الصماد سيكون إنجازا، وأن هذا الفعل سيؤدي إلى انهيار الروح المعنوية للشعب اليمني، وإذا بهم يتفاجؤون بأن ثورة الشعب ازدادت أواراً، والتف الناس أكثر حول قيادة ثورتهم بعد أن أثبتوا للناس أن اليمنيين لا يأنفون تقديم التضحيات الكبيرة حتى على مستوى قادتهم.
عندما نفذوا جريمتهم وقتلوا الصماد الطيب الذي أحبه كل يمني، فقد أثبتوا لكل يمني أن مشروعهم يقف ضد الأحرار والحرية، وأنهم لا يريدون أشخاصا شرفاء يتحملون المسؤولية، بل يريدون لصوصاً يعينونهم على نهب ثروات اليمن على شاكلة حكومة الفنادق التي لا تختلف عن أي خرقة بالية تلمع بها حذاءك، مؤكدين ما قاله منظرهم هرتزل أن «الإخلاص والنبل والأمانة تصير رذائل في السياسة»، فلا يمكن لهم أن يتعايشوا مع الشرف والشرفاء، فضاقت عليهم الأرض بما رحبت عندما واجهوا خصماً شريفاً.
عندما اغتالوا «أبا الفضل» أثبتوا أن الخطر الذي يشكلونه يستهدف استقلال وبقاء اليمن، وأنهم لا يتورعون عن ارتكاب أي جريمة لتحقيق مآربهم، وأنهم بلا عهد ولا ذمة ولا شرف، وأنهم مجرد مجرمين جبناء لو أمكنهم أن يستعينوا بإبليس لفعلوا، وهم بفعلتهم هذه أثبتوا لنا أكثر كم يحقدون على كل يمني.
عندما فعلوا ما فعلوه بالشهيد الصماد أثبتوا لنا أهمية مشروع الشهادة، فباستشهاد الصماد رأى اليمنيون نموذجاً راقياً لتحمل المسؤولية مهما كان الثمن، بل إن الناس ارتبطوا بالرئيس الصماد أكثر بعد استشهاده، وأكثر مع مرور الأيام، وبدؤوا يقرؤون ماذا قال وماذا فعل وماذا يمثل مشروعه الوطني من خطر على مشروع الاحتلال الذي يروج له الأعداء.
بعد استشهاد الصماد انشغل اليمنيون بتطوير قدراتهم، وانخفضت قدرات العدو، استطعنا أن نطور سلاحاً أسقط الطائرات التي كانت تغتال اليمنيين واغتالت الصماد أيضاً، وازداد تماسك البيت اليمني بعد سقوط الخونة، واستطعنا أن نطور أسلحتنا لدرجة أذهلت الصديق قبل العدو، ووصلت قوة ضرباتنا إلى أمداء لم تصل إليها من قبل، واتحد اليمنيون أكثر، وتحررت مناطق أكثر، وأذل الله العدو ومرتزقته أكثر.
يقول نيرودا: «القبر الحقيقي ليس في الأرض، بل في القلوب». والصماد لم يمت؛ لأنه يعيش في قلوبنا، ومن خلال مشروعه «يد تبني ويد تحمي» المستمر بإذن الله سبحانه، وضعنا أقدامنا بثبات على أول درجات البناء والتطوير، وصولاً لإنجاز صار نموذجاً لكل الشعوب التواقة للحرية. الشهيد الرئيس صالح علي الصماد كان مواطناً يمنياً حراً، فصار بعد اغتياله مشروع تحرير واستقلال يبدأ في اليمن ولن ينتهي بتحرير فلسطين بإذن الله... وللثأر بقية.
* نقلا عن : لا ميديا