بين ضجيج ثرثرة المدعين، ونشيج ونحيب المنتمين الخُلَّص للثورة والمشروع أطلت علينا ذكرى استشهادك، ذكرى نيلك ما كنت ترجو، وفوزك بما كنت تتمناه وتسعى إليه، ذكرى مصابنا فيك، بل ذكرى قتل آمالنا وأحلامنا ومطامحنا على يد العدو السعودي الأمريكي من خلال استهدافه الإجرامي لك؛ نعيش اليوم، وكلنا يقتات من عظيم أثرك، وجميل مسعاك ما يعينه على الثبات على خطاك، باعتبارك النموذج الأكمل لهذا المشروع في مساره العملي، والشاهد والشهيد على قدرته على تحقيق التغيير المنشود ذاتاً وواقعا.
ولا أخفيك؛ إن حزننا عليك، وآلامنا وجراحنا فيك؛ أمورٌ ما ازدادت مع مرور الأيام وتتابع السنين إلا حضوراً وتجدداً وتوسعاً وسطوةً، لكنها لن تنال من عزيمتنا وإرادتنا في استكمال الرحلة، وقطع الدروب المضنية الكؤود، وستبقى المرشد والموجه والملهم لكل ثائر مجاهد حر إلى سبل الاهتداء بهدى الله، والتمسك بحبله، والصدق في توليه ورسوله والمؤمنين الهداة من أوليائهما، ولن تقعدنا عن القيام لله بعدك إخفاقات المزريين، وإسقاطات وتأويلات وقولبات المتعاطين مع هذا المشروع القرآني بأثر رجعي، والمحاولين تحميله ترسباتهم الفقهية التي لو كان بها خير لصنعت للأمة مكانة، وأوجدت لها كيانا قبل ٣٠٠ عام على الأقل من اليوم كما يقول الشهيد القائد رضوان الله عليه. كما لن يخدعنا بعدك المتظاهرون بالصلاح والبر والزهد والتواضع والعدل والتقوى مهما قالوا وتصنعوا وأرعدوا وأزبدوا، كونك علمتنا أن القول وحده لا يكفي لبيان الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق، إذ الفعل والسلوك والممارسات هي المحك والمصداق.
إن بعض مسؤولينا الثابت فشلهم لدى القاصي والداني؛ يريدون جعل ذكرى مصابنا فيك؛ فرصةً للحديث عنك، وكأن الشعب لم يعرفك، غير مدركين أنك قد استوليت على قلب كل يمني حر ويمنية، وعرفك الكبار والصغار، وباتت النظرة العامة لدى جميع أبناء الشعب لكل مَن يتحدث عنك ولم يحافظ على أمانتك ومشروعك؛ نظرة استخفاف وازدراء، كونك حجتنا عليهم، لا حجةً لهم علينا، لذلك يقول لهم الشعب: أرونا الصماد بأفعالكم وقراراتكم وعلاقتكم بالمجتمع، أو اصمتوا إلى الأبد.
* نقلا عن : لا ميديا