|
انفلات العدوان: واشنطن لا تلوي يد صنعاء
بقلم/ رشيد الحداد
نشر منذ: 9 أشهر و 29 يوماً الإثنين 26 فبراير-شباط 2024 06:45 م
واجهت صنعاء التصعيد الأميركي - البريطاني بتصعيد مواز. فبعد دقائق من العدوان الجوي الواسع الذي استهدف العاصمة ومحافظات عمران وتعز والحديدة وحجة بنحو 22 غارة شديدة، مساء أول من أمس، ردّت القوات البحرية اليمنية بضرب سفينة نفطية أميركية في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية، كما استهدفت عدداً من السفن العسكرية الأميركية في البحر الأحمر بطائرات مسيّرة. وقد أسفر العدوان الأميركي - البريطاني عن استشهاد مواطن وإصابة ستة آخرين في منطقة شمير في مديرية مقبنة شرق تعز، وتدمير مصنع خاص بإنتاج المبيدات الحشرية في منطقة صوفان وسط صنعاء، فضلاً عن استهداف جوار مقر التلفزيون اليمني بغارتين وجبل عطان وجبل النهدين ومنطقة خشم البكرة. وأثارت الغارات حالات هلع في أوساط النساء والأطفال كونها استهدفت مناطق قريبة من مربعات سكنية، ما أدى إلى تضرّر عشرات المنازل جزئياً. وفي محافظة حجة، عاود الطيران الأميركي والبريطاني، فجر أمس، شن سلسلة غارات على منطقة الجرّ الزراعية في مديرية عبس على سواحل البحر الأحمر.
وعلى رغم أن العدوان الأخير لم يحقّق أي أهداف حيوية، إلا أن وزارة الدفاع الأميركية زعمت أنه طاول 18 هدفاً في ثماني مناطق يمنية، وذلك «في إطار إضعاف قدرات صنعاء العسكرية». ولم يتأخر الرد اليمني الذي أتى بعد الغارات بدقائق، باستهداف السفينة النفطية الأميركية «تورم ثور» في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، وفقاً لبيان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، الذي أكد أن هذا العمل تزامن مع استهداف عدد من السفن العسكرية الأميركية في البحر الأحمر بطائرات مسيّرة. وتوعّد البحريتين الأميركية والبريطانية بالمزيد من الهجمات النوعية.
وقد سُجّل اشتباك بحري جديد بين قوات صنعاء البحرية والقوات الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، مساء أول من أمس، استخدمت خلاله الأولى طائرات مسيّرة حديثة، تقول مصادر لـ«الأخبار» إنها تدخل المعركة للمرة الأولى، وتمكّنت من اختراق الدفاعات الخاصة بعدد من البوارج والمدمّرات الأميركية والبريطانية. وتوضح المصادر أن الاشتباك دام ساعات عدّة قبل العدوان الأميركي - البريطاني. ومن ثم جرت بعده أيضاً عمليات غير معلنة نفّذتها قوات صنعاء. وأكدت «هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية» أنها تلقّت بلاغاً عن تعرض سفينة تجارية لهجوم، فجر أمس، على بعد 70 ميلاً بحرياً شرق ميناء جيبوتي. وأشارت الى أن ربّان السفينة أبلغ عن حدوث انفجار على مقربة من سفينته من دون حدوث أضرار. ويُعدّ هذا النوع من العمليات تحذيرياً بهدف إجبار طاقم السفينة على التوقّف أو العودة، كون مرورها محظوراً، وفق تصنيف صنعاء للدول المعادية أو ذات العلاقة بإسرائيل.
واعترفت الولايات المتحدة ببعض الضربات التي تعرّضت لها سفنها العسكرية والتجارية، وقالت القيادة المركزية الأميركية، في بيان، إن «الحوثيين استهدفوا ناقلة نفط وبتروكيماويات ترفع العلم الأميركي في خليج عدن، وتعرف باسم أم في تورم ثور، وكذلك المدمّرة يو إس إس ميسون». لكنها تجنّبت الحديث عن تفاصيل الهجوم اليمني الواسع الذي كان هدفه ضرب حاملة الطائرات الأميركية «آيزنهاور». ولم تتحدّث كذلك عن طائرات مسيّرة متطوّرة استهدفت البارجة الأميركية «يو إس إس لابون»، ولا عن تعرّض المدمرة الأميركية «يو إس إس كارني» لهجوم أيضاً.
في سياق متصل، نفّذت قوات صنعاء، أمس، عرضاً عسكرياً على الساحل الغربي لليمن، في إطار استعداداتها لأيّ إنزال عسكري أميركي محتمل على سواحل مدينة الحديدة، وذلك في أعقاب اتهام واشنطن، صنعاء، عبر قناة «سي إن إن»، بحفر أنفاق في المناطق الساحلية تشبه أنفاق حركة «حماس» في غزة، وزعمها أنها تُستخدم للهجوم على السفن التجارية في البحر الأحمر. وضم العرض وحدات من القوات الخاصة انطلقت من العاصمة حتى الحديدة التي تبعد مئات الكيلومترات. واستكملت هذه الوحدات مسيرها باستعراض في ساحة العروض، على بعد بضعة أميال بحرية من مواقع تمركز البوارج الأميركية.
ورداً على البنتاغون الذي تمنّى وقف العمليات في البحر الأحمر بعد وقف إطلاق النار في غزة، في ظل الحديث عن تقدّم في المفاوضات بين «حماس» والعدو الإسرائيلي، قال نائب وزير خارجية صنعاء، حسين العزي، إن شروط صنعاء المتعلّقة بوقف عمليات قواتها في البحر الأحمر، والمتمثّلة في وقف الحرب وإدخال المساعدات إلى غزة، كانت قبل التحشيد الأميركي والبريطاني العسكري في البحر الأحمر ومضيق باب المندب. ولمّح، في منشور على منصة «إكس»، إلى أن هناك شروطاً جديدة تتعلّق بتصنيف حركة «أنصار الله» من قبل الخارجية الأميركية في لائحة الكيانات الإرهابية.
على خط مواز، حاولت بريطانيا، خلال الساعات الماضية، سحب السفينة «روبيميار» المهجورة بالقرب من باب المندب، بعد إصابتها بصاروخ أدى إلى اشتعالها قبل أيام، ولجأت إلى حيلة لإجبار صنعاء على السماح بسحبها، قائلة إن السفينة الآيلة إلى الغرق محمّلة بـ 41 ألف طن من الأسمدة والبتروكيماويات، وقد بدأ التسرب النفطي منها بالاتساع لنحو 18 ميلاً. إلا أن مصادر ملاحية يمنية رأت أن تلك الشائعات تأتي في إطار الضغوط على صنعاء من أجل السماح بسحب السفينة. وفي هذا الإطار، اشترط عضو «المجلس السياسي الأعلى»، محمد علي الحوثي، في منشور على منصة «إكس»، إدخال شحنات غذاء إلى قطاع غزة مقابل السماح بسحب السفينة.
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية |
|
|