مرة جديدة، تمكّنت القوات الجوية التابعة لحكومة صنعاء من إسقاط طائرة أميركية من دون طيار من نوع «أم كيو - 9 ريبر»، خلال الساعات الماضية، في سماء محافظة مأرب، لتثبت فعالية دفاعاتها الجوية في مواجهة الطيران التجسّسي الأميركي، بعدما أظهرت القوات البحرية اليمنية، بدورها، فعالية كبيرة في البحر ضد السفن الحربية الأميركية والبريطانية والأوروبية. وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إسقاط الطائرة بصاروخ أرض - جو محلّيّ الصنع، معلناً أنه سيتم نشر صور ومقاطع فيديو تثبت صحة هذا البيان، على اعتبار أن الولايات المتحدة يمكن أن تخفي المسألة، وهي بالفعل لم تعلن حتى مساء أمس إسقاطها، على الرغم من أن الحادث وقع ليل الخميس - الجمعة.وأوضحت مصادر مطّلعة في صنعاء، بدورها، لـ«الأخبار»، أن إسقاط الطائرة جرى أثناء تحليقها في سماء مناطق التماس الواقعة في إطار محافظة مأرب شرقيّ صنعاء، وسقط حطامها في منطقة الخسيف في مديرية وادي عبيدة جنوبيّ شرقيّ مدينة مأرب، خارج مناطق سيطرة «أنصار الله». وأفادت مصادر قبلية، من جهتها، «الأخبار»، بأن العثور على حطام الطائرة تمّ بعد دقائق من دويّ انفجار منتصف ليل الخميس - الجمعة، مضيفة أن الطائرة كانت تحلّق بشكل مكثف في أجواء وادي عبيدة، وأن تحليق الطيران التجسّسي والهجومي في سماء المنطقة يأتي في إطار سلسلة عمليات تنفذها واشنطن بين الفينة والأخرى، تحت مبرّر ملاحقة عناصر تنظيم «القاعدة» الإرهابي، كون الوادي الواسع النطاق يُعدّ أحد معاقل التنظيم. وبعدما تداول ناشطون في قبيلة عبيدة صوراً لحطام الطائرة وهو سليم، عاد آخرون ونشروا صوراً أظهرت قيام السلطات الأمنية في مأرب بإحراق الحطام.
ردّت صنعاء على حديث ابن سلمان عن «مخاطر العمليات في البحر الأحمر»
على خلفية ذلك، قالت مصادر استخبارية في صنعاء، لـ«الأخبار»، إن توجيهات صدرت من السفارة الأميركية في اليمن، ومقرّها الرياض، إلى سلطات مأرب بسرعة إحراق حطام الطائرة، مشيرة إلى أن الإحراق تم من قبل جهات أمنية، تحت مبرّر عدم وقوع هذا النوع من الطائرات الحديثة بيد أطراف معادية، ولا سيما أن كلفة إنتاجها عالية وتصل إلى 32 مليون دولار، كونها تمتلك أجهزة استشعار عن بعد، ومجموعة اتصالات متعدّدة المهام، وأسلحة موجّهة، وتُستخدم في تنفيذ مهام تجسّسية وقتالية في الوقت ذاته. وفي الإطار نفسه، كشف الناشط السياسي، سالم المصعبي، وهو من أبناء حريب، عن تعرّض سلطات «حزب الإصلاح» في مدينة مأرب لضغوط أميركية نتج منها إحراق الحطام. وقال في منشور له على منصة «إكس»، إن جهة خارجية تواصلت مع السلطات التابعة لـ«حزب الإصلاح»، ووجّهت بسرعة إحراق الطائرة خشية وقوعها بأيدي القبائل وبيعها لـ»أنصار الله»، مضيفاً أن الجانب الأميركي رفض تعهداً من محافظ مأرب التابع للحكومة الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي، سلطان العرادة، بتأمين الحطام، وطلب إحراقه بشكل فوري تحت طائلة شن غارات على مكان سقوط الطائرة.
في المقابل، سرّبت سلطات مأرب رواية أخرى عبر وسائل إعلامها، وادّعت بأن إحراق حطام الطائرة جرى من قبل مسلحين قبليين بعد سقوط ثلاث ضحايا جراء اشتباك بينهم على الحطام، وبرّرت إحراقها بأنه جاء لإيقاف الفتنة بين القبائل. وتعدّ هذه الطائرة الرابعة التي تسقطها قوات صنعاء منذ تشرين الثاني الماضي، والثانية في غضون شهر بعد تمكّن دفاعات صنعاء الجوية من إسقاط طائرة مماثلة في سماء محافظة صعدة مطلع الشهر الجاري. ويؤكد مراقبون أن إسقاط هذا النوع من الطائرات بالوتيرة التي يحصل بها، يؤكد أن قوات صنعاء قادرة إلى حدّ ما على حماية سماء المحافظات التابعة لها.
على صعيد آخر، سخرت صنعاء من مخرجات قمة المنامة التي اختتمت أعمالها، مساء أول من أمس. وردّ عضو المكتب السياسي لحركة «أنصار الله»، محمد البخيتي، على ما جاء في خطاب وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، حول «مخاطر عمليات البحر الأحمر على الملاحة الدولية»، بالقول في منشور له على منصة «إكس»، إن ابن سلمان «يدعو اليمن إلى وقف عملياته ضد إسرائيل، متبنّياً وجهة نظر تل أبيب»، ومذكّراً السعودية بأنها لا تزال حتى الآن تهدّد أمن وحرية الملاحة إلى اليمن». وأكد أن «صنعاء قادرة على التعامل بالمثل مع السعودية، إلا أنها تتجنّب ذلك حرصاً على وقف الصراعات الداخلية والتفرّغ لمواجهة أميركا».
* نقلا عن :الأخبار اللبنانية