بطريقة خبيثة وليست بريئة، مدروسة ومخطط لها، «ينبع» لنا «متهبشين» ينتحلون صفة «أنصار الله» بعد كل إنجاز نوعي وبعد كل خطاب للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، لإشغال الناس وحرف الأنظار وتوجيه الرأي العام باتجاهات مختلفة، تخدم دول العدوان بالدرجة الأولى. وفي كل القضايا والمواضيع التي يثيرها هؤلاء «المتهبشين» تتحرك ماكينات إعلامية ضخمة داخلية وخارجية للهجوم والتحريض ضد أنصار الله، ورميهم بالتهم الجاهزة و»المعلبة»، لاسيما فيما يخص الحريات الشخصية.
اختيار «المتهبشين» للمواضيع التي يثيرونها يشير إلى اتجاه واحد، هو الإفشال المتعمد لأي تحرك في مواجهة الحرب الناعمة التي تغزو كل بيت وكل أسرة وكل فرد. وعلى سبيل المثال لا الحصر عقب كلمة السيد القائد أمام الحشد المليوني في الذكرى الثالثة للصمود في وجه العدوان، التي قال فيها: «قادمون في العام الرابع بمنظوماتنا الصاروخية المتطورة والمتنوعة، قادمون في العام الرابع بطائراتنا المسيّرة التي هي على مدى بعيد والتي فاعليتها جيدة وقدرتها العسكرية ممتازة، وقادمون في العام الرابع بتفعيل غير مسبوق للمؤسسة العسكرية وفتح مجال أكثر وأوسع لتجنيد أبطال ورجال هذا الشعب، قادمون بقناعة بإيمان راسخ»، بعد دقائق قليلة من الكلمة والاحتفاء البهيج بالمناسبة خرج «المتهبشين» إلى محلات بيع وتأجير فساتين الأعراس بالعاصمة صنعاء لإزالة الصور بحجة أنها «خليعة» وتتسبب في تأخير النصر، ونجحوا في إشغال الجميع عن الحشد والخطاب والرسائل الموجهة للعدو، وأصبح حديثنا جميعاً عن الفساتين والصور المعروضة على واجهة المحلات!...
وفي نموذج آخر بعد أن تحدث السيد القائد في الذكرى السنوية للشهيد مطلع العام 2019 أن الحرب على المستوى الإعلامي والثقافي والفكري حرب نشطة جدا، سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أم من خلال القنوات الفضائية أم من خلال من يتحركون بشكل مباشر في الساحة، وحذر من مساعي العدو في الإفساد النفسي والأخلاقي للمجتمع... تحركت حينها كتائب «المتهبشين» لإثارة النعرات القبلية ولإثارة حفيظة اليمنيين، بوصف قبائل اليمن بأنهم من يهود «إسرائيل»، وأن اليمنيين الأصليين هم الهاشميون. وتنبه السيد القائد للأمر وخطورته، وفي الخطاب التالي بذكرى ميلاد السيدة الزهراء عالج الموضوع بحكمته المعهودة، وقال: «ليس المجال متاحا أن يأتي شخص باسم أنه هاشمي ليتكبر على الآخرين بهذا الانتساب. هذا الانتساب بدون التقوى، بدون الإيمان، بدون الصلاح والاستقامة، لا قيمة له، بل أسوأ من ذلك، الوزر أكبر والذنب أعظم. القيمة هي قيمة إيمانية، قيمة أخلاقية، قيمة إنسانية، وهذا المجال مفتوح، فتحه الله لكل بني آدم، وللنساء وللرجال جميعا»، ليقطع الطريق أمام مروجي الفتنة والنعرات ويدفعهم للاعتذار لاحقاً.
وفي الخطاب ذاته تحدث السيد القائد عن دور المرأة في المجتمع المحافظ والملتزم، ومخططات الأعداء لتفكيك المجتمع والأسرة، ليتفاجأ الجميع عقب خطاب السيد عن تحرك مشبوه يستهدف بعض المطاعم والكافيهات بدعوى منع الاختلاط، وتوجيه الرأي العام بعيداً عن الخطاب ومضمونه.
نماذج كثيرة ليس آخرها «مرابط البالطوهات والعبايات» النسائية، ولا مذكرة تحديد أنواع «القصات والحلاقات»، ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذا لم تتعامل الحكومة والأنصار معاً بحسم وحزم مع كل المتهبشين والمنتحلين لصفة الأنصار، لأن كل جهود هذه العصابات يصب في فرض سلوكيات كان الأحرى التحذير منها أو مواجهتها بالوعي الذي من شأنه إفشال الحرب الناعمة، وليس العكس.
* نقلا عن لا ميديا