احتفلت الإمارات قبيل أيام بـ « عودة قواتها المشاركة في حرب اليمن » وفي الحفلة الإماراتية قدم نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية معطيات جديدة ومغالطات قديمة يمكن أن نتوقف عندها والبداية ما يتعلق بما وصفه بالتحول من إستراتيجية "الاقتراب المباشر" إلى "إستراتيجية الاقتراب غير المباشر" ..
هذا يعني أن المشغل الثاني أوكل أجنداته لمليشيات الارتزاق والخيانة وهي كثيرة تنضوي تحت مسميات استعمارية عدة
وتضم غالبا عناصر تكفيرية وداعشية وهي :
- «الحزام الأمني»
- «النخبة الحضرمية»
- «النخبة الشبوانية»
- «ألوية العمالقة»
- «حراس الجمهورية »
«الألوية التهامية»
- « أبو العباس» ...
هذا الأمر مغالطة اذ الحاصل أن المرتزق الاماراتي لم ينخرط في مهام القتال والمواجهة الميدانية المباشرة مع الجيش واللجان وانما هو ممول للعدوان جوا وبرا وبحرا ثم أوكل له المشغل الرئيسي تحريك الأدوات على الأرض وتفريخ أخرى منذ سقوط عدن ولحج .. وفي أعقاب تمركز عناصر بن زايد في مناطق حيوية عدة وتحويلها الى مستعمرات وأهمها البريقة وقاعدة العلم بشبوة و منشآت الغاز ببلحاف و الضبة بساحل حضرموت ومطار الريان وصولا إلى المخا و الخوخة وبالطبع بالاضافة الى وجود ملازم وأبدي لفرق غزو أميركية وبريطانية تمسك بمفاصل الاعتداءات العسكرية وغير العسكرية ضد اليمن ...
فيما تتولى عناصر بن زايد دفع الرواتب والموازنات وتقديم الحاجات اللوجستية والعسكرية والتسليح إضافة إلى الإشراف على مليشيات الاحتلال الأمنية المتخصصة في جمع المعطيات عن كل الشخصيات اليمنية العامة والمؤثرة
في كل المدن المحتلة وإدارة العلاقات معها ومع الزعامات المحلية وتنفيذ عمليات التجنيد وشراء الولاءات وقد أنشأت مايمكن وصفه في هذا السياق بالتشكيلات الناعمة لتوسيع دائراة الاستقطاب والتجنيد الأمني والعسكري وصولا الى
ما بتنا نسمع عنه ونراه من مليشيات وكيانات عدة تعلم الامارات وغيرها أن لا مستقبل أمامها ولا يمكن أن تكون رقما ولو بعد حين ..
بريطانيا وهي أحد أهم المتورطين الرئيسيين في العدوان على اليمن .. ما تزال تتذكر كيف ان ما خلقته على مدى مائة وتسعة وعشرين عاما من محميات وكيانات مصطنعةوهويات هلامية سقط في شهر .. فهل يمكن أن تركن الدويلة الهشة إلى من صنعتهم هي وغيرها في خمس سنوات لا أكثر ...
بالتالي هذا يقودنا إلى أن إطلاق بالونات إعادة التموضع والانسحاب والانهاء من قبل بن زايد يأتي ضمن الابتزاز الحاصل للسعودية من جهة ومن جهة أخرى ياتي ذلك في سياق التشاطر على الاعتراض الداخلي على سوء الوضع الاقتصادي في الإمارات الناجم عن التورط في العدوان على اليمن وهو اعتراض مدفوع التنامي بإمكانية دائمة لتعرض دولة الإمارات لضربات صاروخية اليمن ومسيراته التي بالطبع ان حصلت ستكون مهلكة ويكفي التذكير بضربة بقيق هكذا نجد أن بن زايد باعلانه ما سماه عودة القوات المشاركة في اليمن لم يعد النظر في حساباته وانما هو يواصل اللعب على الحبال والتذاكي وإعطاء المسكنات للداخل القلق من سياسته وهو اعتراض بالطبع لا صلة له بالجوار والعروبة و ما يجمع اليمن وشعب الامارات من مشتركات عدة ... ولا هو قلق خسران الاخرة بل هو قلق خسران الدنيا ومحاولة لتأمين مؤخرتها أو سيطرتها في بعض المناطق المحتلة وفي ظل صراع النفوذ بين الأدوات ...
أمر آخر هو أن للامارات وإن كانت بيدقا على رقعة الصراع مطامعا إقتصادية بالوكالة( السيطرة على جميع الموانئ البحرية لليمن المطلة على بحر العرب والبحر الأحمر) و في تفصيل لماذا لدى الامارات مطامع متعلقة بالاقتصاد في اليمن فذاك أمر مرتبط بما تعده حماية دخلها القومي القائم في جانب مهم منه بمركزها التجاري و الاستثماري ... وهي تمول العدوان على اليمن لإنهاكه وتدميره بصورة كلية على مختلف الصعد لمنع أي إتجاه يمني نحو استثمار سواحله وموقعه البحري .. ذلك ان في اليمن ستة وعشرون ميناء وليس ميناء واحدا وهي بموقعها الاستراتيجي مؤهلة للعب أكبر دور تجاري بمستوى عابر للقارات وهذا الأمر أيضا يحاصره الأمريكي والبريطاني و الصهيوني الذين يستخدمون الاماراتي واجهة لمطامعهم الجيوسياسية ( احتلال جزر اليمن في المحيط الهندي وخليج عدن و البحرين العربي الأحمر ) وهؤلاء جميعهم يستبعد الخروج من المواجهة دون حصاد ــ على الأقل في هذه المرحلة ــ
وبالتالي فهذا يؤكد ما نذهب إليه من عدم وجود أي مؤشرات حقيقية وهامة تصفي الدور الاماراتي في العدوان على اليمن ...
في حال زدنا من الشعر بيتا يمكن أن نعد الحديث الاماراتي المتكرر عن الانسحاب احتيال مكشوف على الخطوات العملانية المطلوبة منها لتأمين رأسها بدبي وغيرها من ضربات المارد اليمني الذي يعلق نجاة الامارات منه بتصفية مختلف أشكال التورط في العدوان على اليمن ومحاصرة شعبه العظيم .. وهذا الأمر وحده ما يمكن أن يعكس حسن نوايا إماراتية ..
ارقام تكشف حجم العدوان ..
عن الأرقام المعلنة .. نقف عند حديث الإمارات عن مشاركتها بأكثر من 500 ألف ساعة طيران على أرض العمليات .. فما ذا يعني هذا الرقم الكبير ... بشيء من التأمل والحساب دعونا نفككه أولا ... فبقسمة هذا الرقم على اربعة وعشرين ساعة (يوم وليلة ) وقسمة الناتج على عدد ايام السنة سنجد إن الإمارات قد مولت كليا حركة الطيران في مدة زمنية تعادل 57 عاما ونفذت خلالها 130 ألف طلعة جوية و1000 رحلة بحرية نقلت ملايين الأطنان من الأسلحة والذخائر والمعدات وغيرها...
هذا يكشف عن حجم العدوان على اليمن و أيضا اعتراف ضمني بمجازر يصعب حصر ما دمرت وعد كم قتلت وجرحت وشردت من الضحايا المدنيين في اليمن بكله .. كما أن هذه الإحصائيات هي خير إجابة عن سؤال لماذا تعيش أزمة إقتصادية خسائرها لا تعد ولا تحصى .. ونتائجها صفرية في اليمن وكل ما تراكمه سيسقط وعلى قوى العدوان المختلفة ادراك حقيقة ثابتة في اليمن تكررت مع كل المعتدين عليها و هي أن اليمن مقبرة الغزاة وان لا فرصة متوفرة أو متاحة أمام الغزاة الجدد و القدامى لتحقيق إنجاز ... في اليمن هذا غير وارد .. لا يمكن أن يحصل شيئ عكس مسار التاريخ وسنن الوجود .