أنس القاضي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
أنس القاضي
حول التغيير الجذري وطبيعة ومهام الحكومة الجديدة
الجولة الجديدة من الحرب الاقتصادية على اليمن
تذكيرٌ ووعيدٌ لمملكة العدوان
اللوبي الصهيوني في بريطانيا
اللوبي الصهيوني في بريطانيا
تأثير رحيل الرئيس الإيراني على السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية
الحركة الطلابية وحركة المقاطعة في الولايات المتحدة وتداعياتها الاقتصادية العلمية على الكيان الصهيوني
الحركة الطلابية وحركة المقاطعة في الولايات المتحدة وتداعياتها الاقتصادية العلمية على الكيان الصهيوني
عن ضرورة المصالحة الوطنية وبناء دولة لكل اليمنيين
الإمبريالية الفرنسية في البحر الأحمر!
التدخلات البريطانية في الجمهورية اليمنية
التدخلات البريطانية في الجمهورية اليمنية
الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين:ما تفعله اليمن في مواجهة الهيمنة الغربية مقدمة حقيقية لتحرير فلسطين

بحث

  
قصة السيطرة الأمريكية على النفط العربي
بقلم/ أنس القاضي
نشر منذ: 4 سنوات و 8 أشهر و 13 يوماً
الأربعاء 11 مارس - آذار 2020 10:19 م


في منتصف عام 1975م، أعد الكونغرس الأمريكي خطة لاحتلال آبار النفط في منطقة الخليج, وقد تمثلت الخطة على الاستيلاء على المنشآت النفطية بحجة حمايتها، وترميم المعدات المتضررة، وتشغيل جميع المنشآت النفطية بصورة مباشرة عزل عن الحكومات الملكية الخليجية.

تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية النفط الخليجي حقاً أمريكياً كما لو كان في إحدى ولاياتها، وفي سبيل ذلك تُعد الخطط والمؤامرات، وتخوض المعارك في المنطقة العربية، فيما تقوم دويلات الخليج بدفع تكاليف هذه الحروب الاستعمارية.

وتستند الرؤية الأمريكية في أحقيتها بالنفط العربي إلى عقيدة صهيونية، فهم يعتبرون بأن الله سبحانه وتعالى ارتكب خطأ، حينما وضع النفط والعرب في منطقة واحدة، وأن عليهم إن يصلحوا هذا الخطأ بإعادة النفط إلى اليهود والشعوب الغربية.

قال “جيمس إي أكينز” الذي عمل سفيراً للولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة السعودية، في سبعينيات القرن الماضي:

“عندما طلع علينا وزير الخارجية كيسنجر بخطته لاحتلال حقول نفط الشرق الأوسط، سُئلتُ عمّا كان قد نُشر في مقالة بمجلّة (هاربر) من قبل كاتب مجهول أقترح على الولايات المتحدة احتلال حقول النفط العربية من الكويت وحتى دبي، مع إحضار موظفين من تكساس لتشغيل هذه الحقول لمدة الخمسين أو السبعين سنة القادمة إلى أن تجف حقول النفط”.

أعدت السُلطات الأمريكية في أوائل السبعينيات خططا مفصلة للاستيلاء على النفط العربي، عبر الشركات النفطية والتدخل العسكري المباشر. وتعود الرغبات الأمريكية في السيطرة على النفط العربي إلى الحرب العالمية الثانية، حين رفعت قيادة الأسطول الأمريكي مذكرة للرئيس (فرانكلين روزفلت)، تتضمن اقتراحا بالاستيلاء على حقول نفط شركة أرامكو في السعودية، باعتبار أن الحصول على احتياطات نفطية خارج الأراضي الأمريكية أصبح من المصالح الحيوية للولايات المتحدة.

وفي 30 يونيو 1943م، صادق الرئيس الأمريكي روزفلت على إقامة، مؤسسة الاحتياطات البترولية، التي ستتملك كامل امتيازات أرامكو في السعودية، وتم تعيين وزير الداخلية الأمريكي (هارولد آيكس) على رأس شركة أرامكو، وتعيين وزراء الحرب والأسطول والخارجية أعضاء في مجلس إدارة شركة أرامكو، وتم عقد أول اجتماع لشركة أرامكو بتاريخ 9 أغسطس 1943م بحضور نائب وزير الحرب (جون مكلوي).

لم يكن بوسع الولايات المتحدة الأمريكية احتلال الدول النفطية بوجود الاتحاد السوفيتي الذي كان وجوده يشكل توازنا في الساحة العالمية، لذلك تمّ اعتماد خطة وزير الخارجية (هنري كسينجر) التي تقوم على خطوتين الخطوة الأولى إخضاع العالم العربي إلى النفوذ الأمريكي الصهيوني سياسيا واقتصاديا، والخطوة التالية الاستيلاء على منابع النفط عسكريا، وتحويل منطقة الخليج إلى بحيرة أمريكية.

في خطاب الأمة لسنة 1980 أعلن الرئيس الأمريكي (جيمي كارتر)، ما عُرف فيما بعد بمبدأ كارتر، ويتلخص مبدأ كارتر بإمكانية استخدام القوة للسيطرة على نفط الشرق الأوسط، وقد علل كارتر ذلك بأن الدول الغربية تعتمد على بترول الشرق الأوسط لضمان الدفاع الديمقراطية الغربية. ونتيجة لمبدأ كارتر كَونت الولايات المتحدة الأمريكية قيادة التدخل السريع في الخليج العربي، وكذلك شكلت قيادة مركزية في المنطقة العربية، وشاركت هذه القوات الاستعمارية في العدوان على لبنان وحرب الخليج الأولى غزو العراق سنة 2003م.

وبناء على مبدأ كارتر عملت الولايات المتحدة الأمريكية على إقامة بنية تحتية في الخليج من المطارات والموانئ ذات الاستعمال المدني والعسكري، وكذلك بناء المدن العسكرية في بقية الإمارات الخليجية وزيادة عدد الأساطيل العسكرية في الخليج، وهو الأمر الذي، حول منطقة الخليج إلى بحيرة أمريكية.

نفذ الأمريكان خطة كيسنجر، وفق ذرائع مختلفة، وسيناريوهات مُحكمة، واستمر التصعيد خطوة خطوة، حتى كانت حرب الخليج الأولى، ثم تطورت إلى الحظر الجوي والحصار، ثم الاحتلال الأمريكي المباشر لدول لمنطقة كالعراق وأفغانستان، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي دبرتها المخابرات الأمريكية. وقد تنبه السيد حسين بدر الدين الحوثي في وقتِ مًبكر لهذه المخططات.
اعتبر مدير وكالة الاستخبارات المركزية (جايمس ولسي) في محاضرة له في جامعة كاليفورنيا، أن الحرب الباردة ضد الشيوعية والاتحاد السوفييتي كانت الحرب العالمية الثالثة، وأن الحرب الجديدة على ما يُسمى بالإرهاب والعالم الإسلامي هي الحرب العالمية الرابعة، والهدف الرئيسي لهذه الحرب هو النفط والثروات العربية، وتغيير المعتقدات الدينية والثقافية ومحو الخصوصيات الحضارية الأصلية.

ترى الدوائر الأمريكية أن استخدام الدين في العالم الإسلامي وسيلة مربحة لتحقيق أهدافها بالقتال حتى آخر مسلم، كما كانت السياسة الإنجليزية الحرب حتى آخر مقاتل هندي. وهكذا وجدت الولايات المتحدة الأمريكية بأنه من غير المُكلف لها تحويل المسلمين إلى وقود لهذه المعارك، وبأن يدفع المسلمون فاتورة دمارهم من أموال النفط العربي، ومع مجيء (دونالد ترامب) إلى الإدارة الأمريكية برزت السعودية بصورتها أمام العالم كبقرة حلوب لأمريكا.

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
زيد البعوه
الأمم المتحدة وسيط للحل أم طرف في الصراع؟
زيد البعوه
نبيل جبل
المسيرة القرآنية مشروع حياة وعزة
نبيل جبل
شارل أبي نادر
عندما تكون الأمم المتحدة طرفًا في العدوان على اليمن
شارل أبي نادر
عبدالملك سام
وما خفي أكثر بشاعة وجرما!
عبدالملك سام
محمد صالح حاتم
غريفيث ….وهدهد سليمان
محمد صالح حاتم
يحيى المحطوري
ما بعد البنيان المرصوص
يحيى المحطوري
المزيد