عادت مجددا تلكم المنشورات التي تدعو الأطراف اليمنية المتصارعة إلى إيقاف الحرب والدعوة للسلام ، والتي يرى أصحابها بأن الأطراف اليمنية هي صاحبة القرار في اتخاذ قرار الحرب وتحقيق السلام ، وأن ما يتعرض له الوطن والشعب من عدوان وحصار هو نتاج للصراع اليمني – اليمني ، رغم أن الكل على معرفة تامة بأن قرار الحرب على اليمن اتخذ من واشنطن بشهادة المسخ السعودي عادل الجبير ، وأن أمريكا هي صاحبة الأمر والنهي ، وأن قرار إيقاف الحرب ليس بيد اليمنيين المرتهنين والموالين للسعودية والإمارات ، فهم مجرد قفازات وأدوات رخيصة بيد قوى العدوان.
بالأمس أعلن ناطق تحالف العدوان المسخ تركي المالكي عن وقف مزعوم لإطلاق النار لمدة أسبوعين تحت مبرر دعم جهود الأمم المتحدة في مكافحة فيروس كورونا ، وبعد ساعات قليلة شن طائرات تحالفه الإجرامي الناعق باسمه غارات جوية غادرة على عدد من المدن اليمنية ، وشن مرتزقتهم سلسلة من الزحوفات الفاشلة تحت غطاء جوي مكثف ، ناسفا بسرعة قياسية ملهاة الهدنة المزعومة ، في تأكيد على إصرار قوى العدوان على إطالة أمد الحرب والحصار ، وأن الحديث عن وقف مزمن لإطلاق النار ، وهدنة مؤقتة ، عبارة عن مناورة قذرة ، تستخدمها الأمم المتحدة للضغط على القوى الوطنية من أجل القبول بهذا الإعلان غير الجدي ، والذي يشبه الطعم الذي ظنوا بأن القوى الوطنية ستقوم بالتهامه والقبول به ، متجاهلة بأن الشعب اليمني وصل إلى مستويات متقدمة من الوعي والبصيرة ، والتي تجعله على فهم للأهداف والغايات المنشودة من وراء الهدنة الزائفة التي لم تصمد لأكثر من دقائق معدودة.
فالتحشيد في الخوخة وأبين وشبوة صوب البيضاء ، والزحوفات على حرض بحجة ، ومجازة عسير ، والغارات الهستيرية على حرض وصرواح والجوف والبيضاء ، فضحت المالكي وتحالفه الإجرامي والأمم المتحدة ، وأظهرت حالة التناغم والتنسيق بين الأمم المتحدة وتحالف العدوان ، والتي تصب مجملها في جانب عرقلة تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية صوب مارب ، ومنح المرتزقة استراحة لترتيب صفوفهم وتعزيز الجبهات التي يتواجدون فيها لتفادي سقوطها الوشيك بيد أبطال الجيش واللجان الشعبية والعودة إلى حضن الوطن.
فأين هم دعاة الحوار والسلام ؟! أين هم من يرفعون أغصان الزيتون وحمام السلام من موقف قوى العدوان ومرتزقتهم تجاه مبادرة الجمهورية اليمنية لإيقاف العدوان ورفع الحصار وتهيئة الأجواء الممهدة لحل شامل للأزمة اليمنية ، والتي اتسمت بالعقلانية وانتصرت للمطلب الموحد لكل اليمنيين الشرفاء والمتمثل في إيقاف الحرب ورفع الحصار والتأسيس لعملية سياسية يمنية – يمنية عبر الحوار الوطني؟!!!
بالله عليكم هل سمعتم الدنبوع هادي يدعو يوما للسلام في اليمن ؟! وإيقاف الحرب وأنهاء الحصار ؟! وهل سمعتم حكومة الفنادق تتقدم بأي مبادرة لتحقيق السلام ؟! دائما ما يدعو هادي لاستمرارية الحرب والحصار ، ودائما ما تطالب حكومة الفنادق تحالف العدوان بالمضي قدما في قتل اليمنيين والتضييق عليهم في معيشتهم ومحاصرتهم بالأزمات تحت يافطة ( استعادة الشرعية الدنبوعية المزعومة) ، في حين أن الدعوات والمبادرات الداعية والداعمة للسلام وإيقاف العدوان ورفع الحصار ، دائما تصدر من الطرف الوطني ، ومع ذلك يصر البعض على مخاطبة كافة الأطراف اليمنية بإيقاف الحرب ، متجاهلين العدوان والحصار وارتهان الدنبوع وحكومته ومرتزقتهم للسعودية والإمارات ، واللتين ترتهنان للأمريكي صاحب القرار في شن العدوان وايقافه.
بالمختصر المفيد، اليمن قيادة وحكومة وشعبا مع السلام وضد الحرب والحصار ، مع الأمن والاستقرار وضد القلاقل والفوضى ، والكرة اليوم في ملعب الأمم المتحدة بعد تسلمها رؤية الحل اليمنية لإيقاف الحرب وانهاء الحصار والتنسيق للعملية السياسية المستقبلية ، وعلى الناشطين والناشطات والحقوقيين والحقوقيات أصحاب شعارات وهشتاقات ( أوقفوا الحرب ) وأغصان الزيتون وحمام السلام ، أن يكونوا أكثر عمقا في طرحهم ، وأكثر وعيا وإدراكا لما يدور حولهم ، بحيث يسموا الأشياء بمسمياتها ، ويتحلوا بالشفافية والمكاشفة ، ويطلعوا الرأي العام على الأطراف التي تعيق تحقيق السلام ووقف العدوان وانهاء الحصار.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله وسلم.