لا تستغربوا من أولئك الذين يزحفون لتقبيل أقدام الصهاينة تحت اسم “تطبيع” ، ولا تستغربوا من موقفهم المعادي لكل من يقاوم الاحتلال الإسرائيلي تحت مسمى “اعتدال” ؛ فأنتم تفضحون ذل موقفهم بموقفكم مع الحق، لذلك هم يكرهونكم ، ويشعرون بالعار كلما رأوا قوة الموقف الصامد رغم قلة الإمكانيات والعدد ، فالحق يحتاج رجال مؤمنين صادقين ، وهم قلة دائما ، لكنهم هم من يمنحون التأييد والنصر من الله ..
المفترض أن الموقف معروف ولا يحتاج كل هذا الكلام والتحريض ، فالقدس قبلتنا الأولى ، ونحن أمام قضية إنسانية واضحة لشعب مضطهد مظلوم ، ولكن هذا يدل على أن اتخاذ الموقف يحتاج شجاعة وعدلاً وإيماناً ، أما أولئك الجبناء وأتباع الشيطان ومعدومي الإيمان أو المتظاهرين بالإسلام فهم لا يستطيعون أن يقفوا هذا الموقف ، ولو أن هؤلاء سكتوا فقط لكان أشرف لهم ، لكنهم ولوقاحتهم وبؤس موقفهم أبوا إلا أن يعلنوا موقفهم المخزي ، بل ودعوة الناس للانضمام إليهم ليشمل العار كل العرب والمسلمين !
نحن لسنا هنودا حمر أيها الأدعياء ، ولسنا دجاجا لنخشى من سكين الجزار ، ولسنا كفارا لنشك في مصداقية موقفنا ووعود خالقنا .. نحن عرب يا معدومي المروءة ، ومسلمون يا عبدة الطاغوت الأذلاء ، ورجالاً يا غلمان أمريكا وإسرائيل ، وسواء صدقتم أم لا فنحن نرى من تخافون منهم أحقر وأدنى من أن نقيم لهم وزنا أو نضع لهم اعتبار ، فإيماننا بالله يجعلنا نرى ما دونه حقيرا ضئيلا وضعيف ..
فاتورة اليهود تكبر يوما بعد آخر ، ونحن نخطو بثقة ليوم يدفعون فيه الحساب كاملا ، فإذا وقفتم حائلا بيننا وبين ما نريد سندوسكم ، وستغلبون كما سيُغلب أربابكم ، ولكننا نستغرب ماذا يمكن أن يفعل الضعف والهوان بكم ؟! فأنتم تستقوون على أمتكم بعدو ضعيف يستمد قوته من هوانكم ، وترفضون أيدي أبناء أمتكم الممدودة لكم بالخير ! ولو فقط تركتمونا لهم وسكتم لكان أشرف لكم ، ولكنتم وفرتم الجزية التي تدفعونها لهم وأنتم صاغرون ، وأبيتم إلا الهوان والخسران المبين !!
الشعب اليمني العزيز .. والله مهما عظمت التضحيات فإنها قليلة مقابل رضا الله عنكم ، بكم اشتد عضد إخوانكم المظلومين ، وقد رأيناهم مستبشرين بكم ، وسعداء بهذه الشجاعة والنخوة والإباء .. فقروا عينا ، وثقوا بأن الله معكم ما دمتم في موقف الحق مع إخوانكم المضطهدين ، فقد وقفتم يوم عزَّ الناصر وهانت القيم ، والله لن يضيعنا، وهو من بيده ملكوت كل شيء ، وما علينا إلا صدق التوجه بما نستطيع ، والله المستعان ..
يوم القدس هو يوم للفرقان ، يوم لحشد الهمم التي تناطح قمم الجبال ، يوم يميز الله فيه الصادق من الكاذب ، والخبيث من الطيب ، والأحرار من العبيد .. يوم القدس هو يوم نقول فيه للقدس إننا قادمون ، وللشعب الفلسطيني المظلوم بألا ييأسوا أو يحزنوا ، وليستبشروا بالأنصار ، وليتطلعوا ليوم لا ريب فيه كما قال الله عنه وهو أصدق القائلين :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) وَآَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا (2) ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (5) ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (6) إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآَخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا } (سورة الإسراء : 7-1) ، صدق الله العلي العظيم ..