لم نعد نشعر بشيء، كأن الاعتياد على هذا القصف والقتل المستمر جعلنا نشعر ببرود ولامبالاة تجاه صواريخهم التي تجد فيها القنوات الفضائية والصحف مادةً لنشراتها ومانشيتّات لصفحاتها.
لماذا يريد بنو سعود أن يقوموا بدور الله ويقرروا من هو الأصلح للبقاء ومن هو المستحِقُّ للموت؟
ليسوا هم الذين يمنحون الحياة حتى يسلبوها.. وليسوا هم الذين بأيديهم مفاتيح الجنة والنار حتى يُدخلوا من يشاؤون في رحمتهم ويزهقوا من يرون أنه يستحق صواريخهم الحاقدة وأحزمتهم الناسفة وفتاواهم القاتلة التي ملأوا بها الخريطة العربية الإسلامية.
أوجعهم صاروخنا الذي وصل إلى الرياض قبل 3 أيام، فجاؤوا بكل أحقاد الجمال، ليلاً كاللصوص، ليقصفوا صنعاء ويقضوا مضجع سكانها.
لم يقصفوا شيئاً جديداً، فقد قصفوا معسكر الصيانة وسلاح المهندسين وجبل نقم وجبل عطان، طيلة 6 سنوات من العدوان.. لم يقصفوا سوى الفراغ الذي امتلأت به رؤوسهم.. وامتلائهم بالحقد الذي رضعوه من الصحراء، ومن الجمال وأبوالها التي نبتت لحومهم وعظامهم منها.
فاجأتهم الصواريخ والطائرات المسيرة وهي تدك أوكارهم، وتصل إلى عقر مملكتهم الطارئة، فاعتقدوا أنهم سيفاجئوننا بمجيئهم ليلاً لقصف صنعاء، وهم يجهلون أننا قد فقدنا عنصر المفاجأة منذ أن وصل أول صاروخ يمني إلى خميس مشيط.
يعلن الإعلام الأمني عن الصواريخ التي تصل إلى السعودية بكل شموخ، فينكرونها بكل خزي، ويدَّعون إسقاطها كي لا يشعروا بالإحراج أمام العالم من أن اليمن الضعيف استطاع زلزلة مملكتهم التي ظنوا أنها مانعتهم من بطش الصواريخ اليمنية.
نفس الصيغة التي ينشرونها في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الصحف والقنوات الفضائية، بأن قواتهم أسقطت مقذوفاً حوثياً، ليوحوا للعالم أنهم يتربصون بـ"مقذوفاتنا" ويسقطونها باستمرار، ليظهروا بمظهر الشجاع.. وحين وصلت مقذوفاتنا وطائراتنا المسيرة إلى حقولهم النفطية وإلى شركة أرامكو وفجرتها، وتوقف تصدير النفط وارتفعت أسعاره بفضل صواريخنا، لم يستطيعوا التغطية على هذه الفضيحة، ولم يجرؤوا على القول إنهم تصدوا لمقذوفاتنا التي جعلت العالم يفتح عينيه على اشتعال مصافي أرامكو. لذلك لم يعد أحد يصدقهم حين يدَّعون أنهم يسقطون صواريخنا التي كشفت عن سوءتهم وعن هشاشتهم وقبحهم الذي لا يجمِّله شيء.
* نقلا عن : لا ميديا