ودَّعنا العام 2020م غير مأسوف عليه ، الذي أطلق عليه الكثير من الناشطين والناشطات عام الحزن ، عام مثقل بالفواجع والأزمات والمآسي والمنغصات، فقدنا فيه إخوة أحبة ، وأصدقاء أعزاء ، وأساتذة أجلاء ، وقادة نجباء ، وحدها كانت الانتصارات الميدانية والإنجازات العسكرية لأبطال القوات المسلحة اليمنية هي الشيء الجميل فيه ، التي خففت من وطأة الحزن الذي ظل وما يزال مخيما في الأجواء ، هذه الانتصارات التي شكلت بارقة أمل نحو الانتصار الكبير على قرن الشيطان الرجيم، وتحالفه اللئيم الذي ينشده ويرقبه كل اليمنيين من صعدة إلى المهرة .
عام مضى وانقضت أيامه ولياليه ، وها نحن نستقبل العام الجديد الذي حل في ظل ظروف بالغة التعقيد ، جراء استمرار العدوان على بلادنا، والحصار على أبناء شعبنا ، وتكالب الأعداء على يمن الإيمان نكاية باليمن واليمنيين وقيادتهم الثورية والسياسية المناهضة لمشروع الأمركة والتطبيع والتصهين، عام هل على اليمنيين بتفجيرات مطار عدن الدولي من قبل المحتل الإماراتي وأذنابه ، وجريمة استهداف قاعة أفراح نسائية بالحديدة خلفت شهداء وجرحى غالبيتهم من النساء ، في الوقت الذي تتواصل فيه الغارات الجوية الهمجية الغادرة لطائرات التحالف السلولي التي ترتكب المجازر والمذابح على مرأى ومسمع العالم أجمع ، وفي مقدمة ذلك الأمم المتحدة .
كان الآباء والأجداد يتشائمون من الرقم 21، وكانوا ينعتون الفاشل أو العاصي والمدبر من الأولاد ب( كعب واحد وعشرين ) وظل هذا الرقم مصدرا للتشاؤم، وها نحن اليوم في ظل العام الجديد2021م نعيش حالة من الترقب لما ستؤول إليه الأوضاع في البلاد ، وما الذي يحمله لهم العام الجديد، الكل في حالة من القلق والتوتر ، وأمام ذلك يذهب الكثير من المواطنين للتفاؤل والثقة بالله والتوكل عليه، بأن يكون العام الجديد، عام النصر والفتح والتمكين ، عام الغوث والفرج لليمن واليمنيين، يتنفسون فيه الصعداء ويطوون ماضي العدوان والحصار ، ويشرعون في معالجة آثارهما وتداعياتهما الكارثية على مختلف المجالات .
إيماننا يلزمنا بالتفاؤل وعدم التشاؤم، والعمل الجاد والمثمر على تعزيز عوامل الصمود، ودعم وإسناد معركة النفس الطويل التي يخوضها أبطال قواتنا المسلحة والأمن في مختلف جبهات العزة والكرامة، علينا أن نتحلى بالوعي والبصيرة ، وأن نكون أكثر حرصا على التحلي باليقظة والجهوزية التامة لمواجهة المؤامرات التي تحاك ضد بلادنا، والتي تقودها أمريكا وربيبتها إسرائيل، والتي تعد فصلا جديدا من فصول العدوان على بلادنا ، الأعداء يريدون أن يحققوا في العام الجديد ما عجزوا عن تحقيقه في العام المنصرم ، وعلينا الاستعداد لمواجهة ذلك بشتى الطرق والوسائل المتاحة ، يجب أن تكون هذه الخطوة في مقدمة أولوياتنا، علينا أن لا ننشغل بالترهات والخزعبلات والمماحكات والقضايا الهامشية .
بالمختصر المفيد المرحلة تستدعي من الجميع استشعار المسؤولية وإدراك حجم الخطر الداهم ، التقاعس والتهاون عن مواجهة الأعداء يرفع من فاتورة الخسائر التي يتكبدها الوطن، والتي يمكن تداركها بقليل من الوعي والبصيرة والشعور بالمسؤولية والقيام بالدور المنوط بهم في ظل هذه المرحلة الحساسة والحرجة ، الأعداء لا يتوانوا في حياكة المؤامرات والسعي لتنفيذها على أرض الواقع ، وبتكاتفنا ووعينا ويقظتنا وتفاعلنا الجاد والمثمر ستسقط هذه المؤامرات وتفشل كافة المخططات، وتخسر كافة الرهانات ، لذا علينا أن نعد العدة، ونشحذ الهمم ، ونسخر الطاقات ، في رحاب العام الجديد، ونعقد العزم على أن يكون عام النصر والتمكين بفضل الله وتوفيقه وعونه وتأييده .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم، وكل عام وأنتم بألف ألف خير، وعاشق النبي يصلي عليه وآله.