هناك نغمة سعودية وإخوانية متكررة تسعى لشيطنة أنصار الله، ومحاولة إيصال صورة أنه يجب أن تكون مواجهتهم هي أولى الأولويات في اليمن، وهذه النغمة مرفوضة، ومدانة، وأغراضها مكشوفة.
بالنسبة للسعوديين، فالقضية واضحة، وهي محاولة توجيه الجهود اليمنية لمواجهة الأقوى محليا، والغرض تفتيت البلد.
وغدا إن صار الإخوان المسلمون هم الأقوى في اليمن فستقوم الاستخبارات السعودية بشيطنتهم، والدعوة لجعل قتالهم هو أولى الأولويات.
إن ذاك النظام الخبيث في الرياض لا يفكر إلا في المؤامرات والتخريب، تجاه كل الأمة عامة، وتجاه اليمن خاصة.
وأما الإخوان المسلمون في اليمن فعيبهم الرئيسي ـ الذي يعرفه كل السياسيين اليمنيين ـ أنهم يشيطنون كل خصومهم على الدوام: المؤتمر، والانتقالي، والحوثي، والناصري، وجماعة أبو العباس السلفية، وغيرهم.
والشيطنة الإخوانية عادة مستمرة، هدفها التشويه المستمر للخصوم من أجل الكسب السياسي الرخيص.
وللأسف فقد وافقت رغبة الإخوان لشيطنة الأنصار نفس رغبة السعودية، فاجتهدوا في هذا الجانب ـ ومازالوا ـ رغبة في الاستقواء بالسعوديين واسترضاء لهم لتحقيق هدف الكسب السياسي.
جماعة أنصار الله قوة يمنية محلية، وهم منا ونحن منهم، يجب التعامل معهم كقوة سياسية واجتماعية موجودة، ولن يفلح أولئك الإقصائيون في إلغائهم.
وقد حازت تلك الجماعة الشرف الوطني التاريخي في كونها تقدمت الصفوف لمواجهة النظام السعودي، ومحاولة كسر إرادته في اليمن، فالتف حولها الكثير من الأحرار بسبب هذا الهدف المقدس. واستطاعت أن تكسب الشعبية الوطنية، في حين سقط الآخرون في مستنقعات العمالة والارتزاق، وتقديم المصالح الحزبية والشخصية على مصلحة الوطن والشعب.
وأي تجاوزات أو أخطاء أو انتهاكات علاجها هو الحراك السياسي الداخلي والقانوني، وليست دعوات الشيطنة والاجتثاث المشبوهة.
شيطنوا أو لا تشيطنوا، فالمواقف الوطنية هي التي تجذب العقلاء، وليست الأكاذيب.
* نقلا عن : لا ميديا