|
أنت أولا
بقلم/ عبدالملك سام
نشر منذ: 3 سنوات و 10 أشهر و 3 أيام السبت 23 يناير-كانون الثاني 2021 07:24 م
أخبار ليل نهار؛ أعلن المسؤول... قامت اللجنة... أقامت المؤسسة... إلخ. جهود حكومية وأخرى لجهات غير حكومية في محاولة لحشد الجهود لحل مسألة ما أو إيصال رسالة إلى جهة ما. كل هذا جيد ويستحق الإشادة، لأن هناك من يقوم بواجبه، وسواء كانت الجهة التي تقوم بهذا العمل حكومية أو أهلية فهو جهد عظيم، ولكن ماذا عنك أنت؟!
ستجيب على هذا التساؤل بتساؤل هو: ماذا يمكن لك أن تفعل بمفردك؟ وهو سؤال في محله، ولكن الإجابة بكل تأكيد هي أنك تستطيع فعل الكثير، والسؤال الصحيح هو: كيف تفعل ذلك؟ ولماذا؟!
هل تعلمون أننا نهدر الكثير من الفرص عندما نتكلم، ونهدر المزيد من الفرص أيضا عندما نسكت؟! فالكلام كما يقال "مثمن"، وللأسف فالكثير منا لا يملك أي فكرة عن أهمية الكلمات ومدى تأثيرها على حياتنا الشخصية أولا، ثم مدى تأثيرها على أسرنا ومجتمعنا.
القرآن كلام الله، والتفكير عبارة عن كلمات، والعلاقات بين بني البشر تبدأ وتنتهي بالكلام. المنشورات كلمات تتحول إلى مقالات أو قصائد أو كتب، والأفكار يتم التعبير عنها بالكلمات، وبالكلمات تنتقل المعرفة من شخص إلى آخر، ومن جيل إلى جيل. فليس من المستغرب أن يقال عن الإنسان بأنه حيوان ناطق، فلولا الكلمات ما استطاع البشر بناء الحياة.
للكلمات تأثير بالغ علينا منذ أن نبدأ اليوم، فالصلاة والتسبيح والاستغفار كلمات، وكم مرة تسببت كلمة في أن تجعل يومك أفضل، وكم مرة تسببت كلمة في بؤس وتعاسة إنسان! كلمات تهدر بدون ترتيب فيقال عن قائلها بأنه ثرثار، وكلمات تصاغ بشكل معين فيقال عن قائلها إنه مبدع وساحر! وهي كلمات تقال في توقيت معين لتعبر عن حال أو عن حال مبهم فتجليه، وكلمات تجعل الواضح غامضاً، والظاهر مبهماً وعصياً على الفهم!
كم من عليل شجعته كلمات فتتحسن حالته، وكم من كلمة تسببت في تنغيص حياة شخص مسكين، وكم من كلمة غيرت حياة أمم بأكملها! فالكلمة مسؤولية، وقد تؤدي لو قيلت بشكل مدروس إلى تغيير المواقف والقناعات، فتقود المستمعين لاتخاذ موقف سواء باتجاه الحق أو نحو الباطل، لذا قد يستطيع أي شخص منا أن يؤدي دورا مهما في حياته عبر الكلمات إذا ما اتجه بها مخلصا ليخاطب بها الناس من حوله ليوعيهم أو يحفزهم لاتخاذ الموقف الصحيح. وهناك نماذج كثيرة لأفكار فردية استطاعت أن تكون مؤثرة عندما اتخذت الشكل والأسلوب المناسب.
من هنا يجب أن ندرك أهمية ما نقول، وكيف ومتى ولماذا نقول؟ وسواء كان ذلك عبر حديث نتبادله مع الناس لنعزز موقفهم مع الحق والخير، أو عبر المنشورات وما نتناقله من أخبار ومعرفة أو إيصال رسالة. ولنبدأ منذ بداية اليوم سواء مع أفراد الأسرة أو المجتمع ونحن نعي أهمية ما نقول، فعبر الكلمات يمكن أن نكتب مجاهدين حين نصدق مع الله والناس فيما نقول، والعكس -للأسف- صحيح. دعونا من الكلام الذي يضر ولا ينفع، ولنبدأ من خلال كلامنا في بناء أساس الخير لنحصد ذلك مستقبلا خيرا كما نتمنى، خاصة عندما نتكلم مع أطفالنا، فهم قادة المستقبل... ولنبدأ من الآن.
* نقلا عن : لا ميديا |
|
|