لا وجهَ للمقارنة بين الانتخابات الأمريكية والانتخابات الإيرانية..
فإيران قدمت صورةً قويةً لنظامها، وعكست مستوى وعي ناخبيها..
بينما أثبتت الانتخاباتُ الأمريكيةُ قُبحَ النظام وهشاشتَه وعدوانيةَ الأحزاب وانفلاتَ جماهيرها..
والأَهَــمُّ من ذلك..
يستطيعُ الرئيسُ الإيراني الجديدُ معالجةَ المشاكل الاقتصادية المتراكمة عبرَ تقويةِ الوضع العسكري والأمني لإيران في محيطِها الإقليمي وحضورها الدولي..
لأَنَّ سبَبَ معاناة الإيرانيين هو ضعفُ الإدارةِ السابقةِ وتنازلاتُها المُستمرّة.. سواءً في مِلَفِّ المفاوضات أَو حتى في الرد الضعيف على استهداف القائد الجِهادي الراحل سليماني -رضوانُ اللهِ عليه-..
كانت هناك فرصةٌ كبيرةٌ في نهايةِ عهد ترامب لتوجيهِ ضربةٍ عسكريةٍ رادعةٍ للأمريكيين.. لكن سياسةَ روحاني وقرارَه تأثّر بحربِ الإرجافِ والتهويلِ النفسيةِ والإعلاميةِ حينَها..
ولم يستفدْ من تلك الفرصة..؛ بحُجَّـةِ الحِرصِ على إحراجِ الموقفِ الأمريكي.. وعدمِ استفزازه..
بينما النظرةُ الأمريكيةُ مختلفةٌ تماماً، فهي تواصِلُ فَرْضَ العقوبات والحصار بشكلٍ مُستمرٍّ.. ومستفزَّةٌ من أصلها، حَيثُ تطوِّقُ إيرانَ بأكثرَ من 46 قاعدةً عسكريةً أمريكيةً في الدول المحيطة بها..
لا يردعُ أمريكا سوى المواقفِ القويةِ والضرباتِ الموجعةِ، ولن يوقفَها سوى فرضِ معادلاتٍ تفاوضيةٍ جديدةٍ تستندُ إلى مواقفَ عسكريةٍ أقوى وأكثرَ انسجاماً مع التوجُّـهِ الثوري للقيادة الإيرانية الجديدة..
ومن الضروري أن يصاحِبَ ذلك ثورةٌ حقيقيةٌ على المستوى التوعوي والتعبوي والتثقيفي.. بإحياءِ مبادئِ الثورةِ الإسلامية وقِيَمِها الخُمينية.. وإنعاش الروحية الجهادية للشعب التي ماتت سريريًّا؛ بسَببِ السياساتِ الإصلاحيةِ البعيدةِ عن الموقفِ القرآني الصحيحِ تجاه الكثيرِ من قضايا الصراعِ المُستمرِّ مع أعداءِ إيران..
والعالَـمُ كُــلُّـهُ سيُقَيِّمُ القِيادةَ الجديدةَ ليس بالنظر إلى مستوى إمْكَانياتها فقط..
بل انطلاقاً من رُؤاها ورُؤى رجالِها وقادتِها.. ومستوى اهتمامهم بمعنويات الشعب وثقافتِه ووعيِه.. إضافةً إلى ما وصل إليه في قدراته وخِبراته العِلمية وتقنيته العسكرية..
والمنطقةُ قادمةٌ على أحداثٍ مُثيرةٍ وكبيرة.. وستشهدُ تحوُّلاتٍ أكبرَ.. ولن تكونَ لصالح أمريكا ولا مكانَ فيها لأحذيتِها من الأعراب..
والعاقبةُ للمتقين..