لو أن المباراة النهائية لمنتخبنا الوطني للناشئين جرت مع المنتخب العماني الشقيق مثلاً، لما شاهدنا هذه الفرحة الكبرى، في أرجاء الوطن بأكمله، و لما رأينا تلك الدموع التي تنهمر بلا استئذان، وإطلاق الألعاب النارية في السماء، والخروج العفوي إلى ميدان السبعين، ولكان المشهد مر بشكلٍ اعتيادي وطبيعي.
فرحة الفوز في مباريات كرة قدم طبيعية، لكن فرحة اليمنيين هذه المرة استثنائية، وجاءت في زمن استثنائي، فالانتصار الرياضي الثمين جاء أمام المنتخب السعوديّ، الذي تقود بلاده عدواناً غاشماً للعام السابع على التوالي على بلادنا، وهو العدوان الذي أوجع القلوب وأدماها، حتى جفت دموع الأمهات من كثرة البكاء،.. عدوان أكل الأخضر واليابس، ودمر كل مقومات الحياة في اليمن، وعلى رأسها المنشآت الرياضية.
انظروا إلى ملعب الثورة الرياضي، والذي يعد من أكبر الملاعب الرياضية في اليمن، لقد دمره العدوان السعوديّ بغارات وحوله إلى أطلال، وكثير من المرافق الرياضية على امتداد الوطن تعرضت للقصف والتدمير، فهذا النظام المتغطرس المتكبر لا يحب لليمنين الخير، لا يريدهم أن يفرحوا، ولا أن يتعلموا، ولا أن يمارسوا حقهم في الرياضة وفي الحياة بشكل عام.
لقد اغتيل شهيد الوطن المناضل الجسور حسن زيد، وزير الشباب والرياضة السابق، برصاص مأجورين تلقوا الأموال الوسخة من النظام السعوديّ وقوى العدوان، ولم يحترموا الشيب الذي يغزو رأسه ولا كبر سنه.. اغتالوه وهم بذلك يوصلون رسالة بأنهم يغتالون أحلام الشباب، وأحلام الرياضيين في اليمن.
طبيعي أن يسخط الشعب اليمني بأكمله ضد النظام السعوديّ، فهو الذي أوجعهم على مدى 7 سنوات مضت بغارات لم تفرق بين أعناق الرجال وأعناق النساء، وهو الذي حاصرهم في البر والبحر، وما حدث لمنتخبنا الوطني للناشئين يبعث على الاشمئزاز، فهؤلاء الأبطال عبروا من محافظة إلى محافظة، حاملين معهم هموم الحصار، وكان بإمكانهم العبور عبر مطار صنعاء الدولي، لكن النظام السعوديّ الأمريكي يريد لليمنيين المزيد من الأعباء والهموم والمتاعب، إنه يقتلهم، ويحاصرهم، ويزيدهم بؤساً على بؤس، ومع هذه الفرحة الكبرى فإن فيتو الحصار سيظل مرفوعاً على الجميع، وعلى هذا المنتخب الصغير الذي أدب السعودية في عقر دارها وبين جماهيرها أن يعودَ من حيثُ أتى.
إن مشاهد الفرحة التي رأيناها في جميع المحافظات، ستتكرر، لكنها ستكون أوسع وأشمل، في الانتصارات العظيمة التي يحققها أبطال قواتنا المسلحة من الجيش واللجان الشعبية، وهم يؤدبون العدوان والنظام السعوديّ في كل ميدان وجبهة.. سنفرح بالتأكيد رغم الآلام والأوجاع، وسيضطر النظام السعوديّ أن يتعامل مع اليمن في نهاية المطاف بندية واحترام، فاليمني يفرض وجوده رغماً عن هذا النظام في كافة الميادين، عسكريًّا وسياسيًّا، وأمنياً واقتصادياً ورياضياً وغيرها من المجالات، والحمد لله أننا كشعب يمني أصبحنا قدوة للعالم الحر، الذي بات ينظر إلينا بفخر واعتزاز، وبأننا الوحيدون في المنطقة الذين كان لهم شرف تأديب النظام السعوديّ.