أسمت السعودية القمة التي عقدت في الرياض بالقمة االاسلامية-العربية- الامريكية والحقيقة انها قمة سعودية امريكية ولتحقيق اجندات تخصهما .
لا شيء يجعلها قمة عربية ولا اسلامية فالقضايا والاستحقاقات العربية والاسلامية كانت ابرز الغائبين وعلى راسها القضية الفلسطينية اما اسرائيل فأزيحت رسميا من معادلة الصراع العربي والنظر للصراع مع الاحتلال الصهيوني بصفته صراعا بين فصيل صديقين يعملون على الصلح بنهما والصلح خير, وعلى مستوى الحاضرين اذا نظرنا لهم من حيث النوع لا من حيث الكم معظمهم كان بتمثيل متدني ورمزي , وبأجندات مختلفة لا علاقة لها بقضايا العرب والمسلمين حتى الارهاب الشعار الذي انعقدت تحته القمه كلن للمشاركين تفسيراتهم الخاصة والمتناقضة ,السيسي الارهاب عنده الاخوان بعم قطري تركي وترامب ينظر له بعيون اسرائيلية والسعودية تراه في ايران وجزب الله وانصار الله , ورغم ان البيان اعلن عن ترحيب دول اسلامية بتشكيل قوة احتياط لدعم مكافحة الارهاب فسيظل مجرد ترحيب ,الخلاصة لاجامع يجمعهم سوى الرغبة في عطايا الملك .
يمكن تلخيص اهداف السعودية من القمة في التالي:
-تجديد احتفاظها بموقعها كممثل حصري لمصالح الغرب وامريكا في المنطقة بعد الانتكاسة التي حصلت في العلاقة بين البلدين و شعورها باهتزاز موقعها ودخول منافسين جدد .
-ازاحة شبح التقارب الايراني الامريكي الذي لاح بعد اتفاق لوزان
-تقديم محمد بن سلمان رجل امريكا الجديد الجدير بثقتها وحرصه على اظهار نفسه بصورة مغايرة للنمط التقليدي لأسلافه والجدير بثقة امريكيا ودعمها
-دعم حروبها في المنطقة ان بالتدخل المباشر او بفتح خزائن اسلحتها امامها (مع الحفاظ على التفوق الاسرائيلي ) ومنحها الغطاء السياسي والقانوني الاممي ونحوه .
ترامب من جهته بعد الانتكاسات التي واجهها في الداخل الامريكي وظهور عجزة عن تحقيق ابسط وعوده ,الاسبوع الفائت عبر ترامب عن استياءه بقوله “لم يُعامل أي سياسي في التاريخ على نحو اسوأ أو أكثر ظلما مني… لا يمكنك أن تدعهم ينتصرون عليك، ولا يمكنك أن تدع النقاد أو المشككين أن يقفوا في طريق أحلامك "ولذلك وجد فيها فرصة للهروب من احباطات الداخل وتعويض خيبة الداخل بنجاحات خارجية ولن يجد وجهة افضل من السعودية و الخليج للحصول على مايريد .
حصل على استقبال يحسده عليه الامبراطور الاسكندر الاكبر المقدوني اعظم امبراطور في التاريخ كما تدشين حقبة عربية بقيادة السعودية تنزاح فيها اسرائيل رسميا من معادلة الصراع في العربي وينظر للصراع الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني بصفته صراعا بين فصيل صديقين يعملون على الصلح بنهما والصلح خير اما الارهاب فينظر له ترامب بعيون اسرائيلية ولذلك ركز على حماس وحزب الله .
ترامب ايضا كان واضحا معهم في قوله نحن معكم ضد ايران بس دبروا حالكم ,بمعنى اخر عودة الامور لما كانت عليه سابقا انسوه مش بيدي فهذا امر تقرره مصالح امريكا وليس ترامب ولا الجميلة ايفانكا ,وغير هذا ترامب تاجر لا شيء يمنعه من التقارب مع ايران مستقبلا فموقفه من السعودية لم يكن اسوا من موقفه ايران فضلا عن ان موقف ترامب من ايران لن يكون ملزما للدول الاوربية الاخرى الشريكة في تسوية لوزان .