أتذكر هذا اليوم، 21 أيلول/ سبتمبر، من عام 2014، كان يوم الأحد، وكنت يومها في جلسة مقيل مع بعض الزملاء في مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين - فرع عدن. أتذكر الزملاء الأعزاء: المرحوم فهمي السقاف، الشاعر كريم الحنكي، الشاعر جمال الرموش، وآخرين. حينها جاءني اتصال من قناة "المسيرة" للمشاركة في برنامج عن نجاح ثورة 21 أيلول/ سبتمبر وسقوط "الفِرقة". أبديت استعدادي، رغم أنها ليست مشاركتي الأولى، فعلاقتي بالقناة بدأت منذ 2011. المهم، البرنامج بدأ بعد الساعة الخامسة عصراً أو نحوه. وكان هناك شريك آخر من لندن، وهو صالح الجبواني.
وأتذكر بعضاً مما قلته حينها. حييت نجاح الثورة، واعتبرتها استكمالاً لثورة شباط/ فبراير (2011) وإعادة تصحيح وإنقاذ للتضحيات، وثورة خروج من نير الوصاية والتبعية والارتهان، والخلاص من نخبة العمالة والارتزاق، وأنها ثورة لم تسعَ للانتقام والثار، وأنها ثورة تؤمن بالتضحيات رغم كم الجرائم الوفير التي ارتكبتها عصابة (7/7) بحق الشعب اليمني، وأنها ثورة مسيجة بأخلاق وقيم نبيلة في المعاملة.
وناديت حينها بأن تسير هذه الثورة على هذا النهج، وأن يركز الثوار على الأهداف لا على الانتقام من الأفراد.
هذا هو جوهر ما قلته. وفعلاً، أثبتت الأيام والمحن الماضية أنها ثورة تتجذر بقيمها وأخلاقها، ولولا هذا ما استطاعت الصمود والانتصار على أولئك الذين ناصبوها العداء من دول تحالف العدوان وعملائه ومرتزقته في الداخل، وهذا لأنها ثورة توفر لها قائد حكيم يمتلك بصيرة، وامتثلت لتوجيهاته إرادات الثوار والمجاهدين في ميادين الشرف والبطولة والاستبسال، والذين تحلوا بالأخلاق العالية في إدارة المعركة.
* نقلا عن : لا ميديا