تدرك الإمارات جيداً أنها لن تجرؤ على أن تطلب من إيران الانسحاب من جزرها الثلاث كما يقولون.. لكنها ذات يوم استجمعت شجاعتَها دفعةً واحدةً وطلبت من اليمنيين الانسحاب من سواحلهم.
وقبل ذلك لعبت دور المحتل، ونزلت بجنودها في جزيرة سقطرى، وكأنها تريد تجريب شعور الغازي والمحتل، لتغطِّي على عُقد نقصها وتتخلَّص من دونيتها ولو لأيامٍ معدودة، فربما تعرفُ معنى الزهو الذي سيزيدها انتقاصاً.
منذ بداية الحرب على اليمن والإماراتُ عينُها على عدن ومينائها، بينما عينُ السعودية على ميناء الحديدة، ظناً منهم أنهم سيتمكنون من إحكام قبضتهم على غذائنا ولقمة عيشنا. فبعد أن فشلوا في حربهم على اليمن عسكرياً لجأوا إلى الحرب الاقتصادية، وقد حاولوا قبل ذلك حصار المطارات والموانئ. وساوموا، ذات يوم، على ميناء الحديدة مقابل تسليم الرواتب!...
كيف لدخيلٍ أن يساومك على حقك مقابل أن يعطيك حقك؟
جاءت الإمارات إلى سقطرى فسرقت طيورها وحيواناتها النادرة.. وحاولوا نقل شجرة دم الأخوين إلى بلادهم ليصنعوا لهم حضارة، وهم يجهلون أن هذه الشجرة اليمنية الخالصة تموت بمجرد أن تخرج من الجزيرة، إذ إنها لا تنمو إلا على تربة سقطرى. ولم تكن لتأتي لولا أن هناك مرتزقة يرحبون بمجيئها ويصفقون لها، ويلصقون صور قادتها على الجدران.
الإمارات دويلة طارئة ذات حضارة زجاجية هشة، تنفق على تلميع وجوه أمرائها أكثر مما تنفقه على مراكز الدراسات والبحوث ومشاريع الترجمة.
ثمان سنوات أضاعتها الإمارات بمعيةِ السعودية ودول تحالف الحرب على اليمن، باحثةً عن فردوسٍ مفقودٍ، وعن تيجانٍ لن تكون على مقاس رؤوسهم.. وربما أنها شعرت ببعض النشوة حين رأت صور شيوخها وأمرائها في شوارع عدن، وأعلامها ترفرف في أيدي صبية وأطفال حملوها مقابل النقود والحلوى، أو على بعض السيارات المدفوعة الأجر.
لو أنها استغلت هذه السنوات في مقاضاة إيران ومطالبتها بإعادة الجزر الثلاث المُباعة لكان أجدى لها، لكنها لا تجرؤ على الوقوف أمام إيران، لأنها تعرف حجمها جيداً.
* نقلا عن : لا ميديا