مجاهد الصريمي
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
مجاهد الصريمي
الحذرَ الحذرَ
فلنبدأ من حيث بدأ "ع"
الوطن بعيون علوية
جوهر الدين نفسه
الأرضية الصلبة للتغيير
التغيير والمعوق الأكبر
من بركات الطوفان
قمة الشجاعة المسؤولة
من صور التلاعب بالدين
أبرز الحقوق بنظر علي

بحث

  
التغييريون وعبدة المألوف
بقلم/ مجاهد الصريمي
نشر منذ: سنتين و 3 أسابيع و يومين
السبت 29 أكتوبر-تشرين الأول 2022 07:52 م


إن عبدة المألوف من العادات والأفكار والمعتقدات لا يتجهون لرمي المصلحين بأقذع التهم، ويلصقون بهم أبشع وأشنع الألقاب، ويعملون بشتى الطرق لتشويههم، وفرض العزلة المعنوية عليهم لدى المجتمع، إلا عندما يرون أن ما اعتادوه من سوء وضلال، وألفوه من جهل وانحطاط وذل، واعتقدوه من ظلم وباطل، إلى الحد الذي جعله عندهم بمستوى القداسة، بات مهدداً بالاختفاء والزوال من النفوس ومن واقع الحياة كلها، نتيجة فعل حملة مشعل التغيير والهداية، الذين يراد لهم من قبل عبدة المألوف أن يبقى عملهم مقتصراً على حفظ ودائع الناس وأماناتهم، وإصلاح ذات بينهم، وإماطة الأذى عن طرقاتهم، ومواجهة أي عدوان أو خطر يتهددهم، والتضحية بكل ما لديهم في سبيل بقائهم في سعادة ورخاء واطمئنان، وسيصمونهم عندها بالصادقين والأمناء والطيبين المخلصين الخلوقين، لأن كل هذه الأعمال وإن غيرت شكل الحياة من الخارج، وجملت الواقع في عيون الناس، لن يكون لها أثر على التركيبة المجتمعية ذات البعد الطبقي والاستغلالي، فالفقير سيبقى فقيراً، والمضطهد سيبقى مضطهداً، والمظلوم سيبقى خانعاً مستسلماً لظالمه، وبالتالي فلا زوال لمراكز النفوذ والترف، ولا محاسبة لهم، ولا رقابة عليهم، بل سيزدادون قوة وهيمنة وسعة وتمددا وهيبة وسلطانا وإمكانات، وستسير الأمور في صالحهم، وكل هذا سيضاعف من أرباحهم على كل المستويات.
وما إنْ يتجه التغييريون صوب النفوس والأفكار والعادات والمعتقدات، ليعيدوا الاعتبار للحق، ويقتلعوا كل ما يحط من إنسانية وكرامة الناس، ويجهدوا في دفعهم نحو التوجه لعبادة الله وحده، ويقدموا بين يدي الجميع ما يبني نفوسهم وعقولهم، ويطهر قلوبهم، ويحقق المساواة بينهم، ويكبح ظلم الظالم، ويحد من نفوذه وهيمنته، ويحول بينه وبين رغبته في المزيد من الاستغلال للناس وقهرهم واستعبادهم، حتى تنهال عليهم كل تلك الأيادي المستغلة والظالمة بالقتل والضرب، وكل تلك الألسن بالشتم، وبث كل الدعايات والأكاذيب التي تساعد على فصلهم عن المجتمع، وتدفعه للوقوف ضدهم ومواجهتهم، ولاسيما وقد بات يعيش علاقة الألفة مع كل ما اعتاد عليه، وصار يرى مغادرته لهذا الواقع أقرب ما يكون بالدعوة للموت، ومغادرة الحياة كلها.
إن عبدة المألوف سيهشون ويبشون بوجه التغييريين، وهم يتسابقون لبذل نفوسهم دفاعاً عنهم، ولكنهم سرعان ما ينقلبون عليهم، ويصبح ظهورهم شيئاً من الاستفزاز لمشاعرهم، ومدعاة للمقت والشجب والاستنكار، وذلك عندما يتحول التغييريون بعد الشهادة إلى رموز وقدوات فكرية وأخلاقية لدى الأجيال، لأن هذا ما سيبقيهم أحياء في الواقع، كما هم أحياء عند الله، وهذا يعني: نهاية كل ضلال، وفناء كل عبدة للطاغوت والإلف والعادة، وسيادة الحق مادةً وروحاً.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
عبدالمنان السنبلي
لا أحد يشبهُ اليمنيين!
عبدالمنان السنبلي
سند الصيادي
على أبواب المهرجان الاجتماعي الأكبر في اليمن والمنطقة
سند الصيادي
عبدالمجيد التركي
ليس أكثر من «أسد المفرشة»
عبدالمجيد التركي
عبدالفتاح حيدرة
التقييم الحقيقي يتطلب النقد الواعي
عبدالفتاح حيدرة
عبدالرحمن الأهنومي
هذا الفيضُ مِنْ بركاتِ الزكاة
عبدالرحمن الأهنومي
مرتضى الجرموزي
إنَّا أنذرناكم عذاباً قريباً
مرتضى الجرموزي
المزيد