جوقة مستشاري علي عبدالله صالح وجماعة «قلع العداد» اجتمعوا لمناقشة تعاظم احتجاجات الجنوب وتوسعها لمناقشة أين تكمن المشكلة. وبعد نقاش «قاتي» طويل عريض خلصوا إلى أن المشكلة تكمن في ضعف الولاء الوطني! وسألهم زعيمهم: وما الحل؟! وتفتقت قريحة أحد جهابذة مستشاريه: «نؤسس هيئة ونطلق عليها هيئة الولاء الوطني، ونخصص لها ميزانية سنوية تكون مرتبطة بك يا زعيمنا، وتكون مهمة هذه الهيئة معالجة هذا الضعف في الولاء الوطني».
وبقي سؤال: من يرأس هذه الهيئة؟ وبدؤوا بالاقتراحات، البعض يرشح نفسه، وقلة ترشح صاحبها.
هذه ميزانيات سيوجه الزعيم بصرفها وسلم لي على الولاء الوطني!
المهم في الأخير تفتقت قريحة الزعيم أن هذه اللجنة يجب أن تكون برئاسة جنوبي، حتى يكون لها تأثير في أوساط الجنوبيين. ورست المناقصة على عارف الزوكا. وصدرت توجيهات بصرف ميزانية سنوية بثلاثة مليارات ريال.
وشكلوا لجاناً تنتشر بين الناس وتفحص ولاءهم وتدعوهم للولاء الزلطي، و»هات يا ابي هات»! وأوهموا الزعيم أن اللجنة تحقق إنجازات وانتصارات، وقريباً سيكون الحراك في خبر كان! وليفاجأ الزعيم بعد كم شهر بصوت الساحات يهتف: «ارحل! ارحل! ارحل!...»، فلم تعد مشكلة الولاء الوطني حالة جنوبية خالصة، صار معظم أفراد الشعب من أدناه إلى أقصاه يعاني من ضعف في الولاء الوطني!
اجتمع الجهابذة بزعيمهم مرة أخرى لمناقشة المشكلة والبحث عن حل، فقال أحد الجهابذة: «والله يا زعيم إنه فيروس أصاب الشعب، وصار ضعف الولاء الوطني جائحة ينبغي تشكيل هيئات كثيرة للقضاء عليها؛ لكن ستحتاج إلى ميزانيات ولجان والذي منه...». ويبدو أن فيروس مرض ضعف الولاء الوطني تحور اليوم فأنتج مرضاً جديداً اسمه ضعف الإيمان!!
بالمختصر: هكذا يعمل المستشارون في نظام الفساد. والشاطر يفهم!
* نقلا عن : لا ميديا