عبدالفتاح حيدرة
طباعة الصفحة طباعة الصفحة
RSS Feed مقالات ضدّ العدوان
RSS Feed
عبدالفتاح حيدرة
الوعي والأمل والطموح في معنى التغييرات الجذرية
من وعي كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات 15 أغسطس 2024م
بداية التغيير الجذري نهاية لاستمرار التقصير والفشل
من وعي كلمة السيد القائد في ذكرى الهجرة النبوية 1446ه
امتلاك "الوعي" أحد مفاتيح سنن التغيير الجذري..
من وعي كلمة السيد القائد حول آخر المستجدات 4 يوليو 2024م
ماذا يعني فضح وكشف ملفات جواسيس المخابرات الأمريكية ال "CIA"؟
استمرار متتالية الرد اليمني على إسرائيل وأمريكا وبريطانيا تؤتي ثمارها
مرحلة يمنية رابعة حتى يصبح كل أحرار الأمة “أنصار الله”
متوالية الرد اليمني تؤتي ثمارها

بحث

  
حجم الهويات الصغيرة تحت سقف الهوية الإيمانية الكبرى
بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
نشر منذ: سنة و 10 أشهر و 26 يوماً
الأربعاء 25 يناير-كانون الثاني 2023 06:35 م


من يريد أن يغير واقع هويته الصغيرة ويرفعها ليستظل تحت مظلة وسقف الهوية الإيمانيـة بوعيها وقيمها ومشروعها اليمني، فعليه أن يؤمن أولاً أن واقعه السياسي أو المناطقي أو المذهبي يستدعي تجديد الأفكار ليصعد به تحت سقف الهوية الإيمانية الكبرى وليس للسقوط والتقزم.
أكبر خدمة قدمها العدوان والحرب على اليمن، هي تسارع المواطن والشعب اليمني لمعرفة وإدراك واقتناع بأن الهوية الإيمانية اليمنية هي سقفه الكبير، وبإيمان مطلق بات يعرف شعبنا أن هويته الإيمانية هي التي تحكم أعرافه وأسلافه وعاداته وتقاليده، وحتى القانون والدولة، وكل شيء.
وفي المقابل يعرف ويعي أيضاً وبإدراك عال أن الهوية الوطنية التي شكلتها الأحزاب السياسية اليمنية في فترة الديمقراطية خذلته وكسرته وباعته وجوعته واستجلبت كل زناة الدنيا لمحاربته ومحاصرته، بينما الهوية الإيمانية دافعت عنه وعن عرضه وأرضه وشرفه وكرامته، ولهذا تسامت وعلت وانتصرت الهوية الإيمانية وأصلحت واقعها وأثبتت صحة وجودها ونفوذها في قلب كل يمني، وخير من يمثلها هي تضحيات وبطولات الجيش اليمني ولجانه الشعبية في جبهات العزة والشرف.
أما الهوية الوطنية التي تتغنى بها بعض الأحزاب السياسية، وهذا حقها طبعا، بغض النظر عن خزي وعار خيانات الأحزاب السياسية اليمنية، وخاصة تلك الأحزاب التي لبست برقع المعارضة في يوم ما، تبقى هوية وسقف من لديه مشكلة مع الهوية الإيمانية أو الإيمان بشكل عام، أو بالأصح من لديه سقف أقل يريد الاحتفاظ بهويته السياسية أو المناطقية أو المذهبية الصغيرة والقزمة.
إن الهوية الوطنية القادمة من غرف فنادق الرياض وأبوظبي، التي تنادي وتحرض اليوم وتدعو لإنتاج تعدد الهويات القزمة والصغيرة، هذه ليست هوية بل غوية، وليست وطنية بقدر ما هي مصالح شخصية وأجندة عملاء لدول استعمارية.
وهنا أريد أن أضرب مثلا على ذلك، ولكني لن أنزل لأتحدث عن هوية أقزام الفنادق، لكن دعونا مثلا نناقش هوية حزب المؤتمر الشعبي العام، وأقصد تحديدا حزب مؤتمر الميثاق، المؤتمر والميثاق الذي تأسس في عام 1982م على مبادئ وقيم ولوائح الميثاق الوطني الذي صاغته واتفقت عليه أعظم عقول اليمن الوطنية في حينه، والذي لو كان هناك عقل أو منطق أو مبادئ ثابتة باقية في أدراج هذا الحزب، وبما في ميثاقه من وثائق وأطروحات ومبادئ وطنية حقيقية، لاستطاع خلال فترة قصيرة جدا أن يشكل تحت الهوية الإيمانية أكبر كتلة وطنية سياسية بهوية يمنية حقيقية من دون أي منافس آخر.
هذا مع الاعتراف أن البعض قرر أن يتغاضى عن هوية حزب الإصلاح والاشتراكي والناصري، أو عن هوية المؤتمريين العفاشيين والإصلاحيين المؤتمريين والجنوبيين المؤتمريين والناصريين المؤتمريين والهاشميين المؤتمريين والتعزيين المؤتمريين والاشتراكيين المؤتمريين... إلخ، وهؤلاء في الحقيقة هم من خلق وصنع الهويات القزمة والصغيرة في اليمن كلها، وهذه الهويات القزمة حكمتها وتحكمت بها أجهزة استخبارات وسفارات دول العدوان من أول يوم، لذلك لن يتغير واقع الهوية الوطنية اليمنية ويرتقي للهوية الإيمانية اليمنية بالمراثي ولا بالأماني ولا بالأحلام، بل بالخطط العلمية والبرامج العملية.
ففي الأخير، من يريد أن يغير واقع هويته الصغيرة ويرفعها ليستظل تحت مظلة وسقف الهوية الإيمانية بوعيها وقيمها ومشروعها اليمني، فعليه أن يؤمن أولا أن واقعه السياسي أو المناطقي أو المذهبي يستدعي تجديد الأفكار ليصعد به تحت سقف الهوية الإيمانية الكبرى وليس للسقوط والتقزم، أما إذا كانت مشكلات واقعه الشخصي لم تتغير، فالأفكار القديمة تظل صالحة وحاكمة ومتحكمة، ولا تحتاج أن تتجدد أو تتغير منظومة حكم الأقزام والصغار أبدا.
ويبدو لي هنا أن الهوية الوطنية اليمنية بحاجة إلى بداية جديدة، شبيهة ببداية سيدنا "نوح" عليه السلام، غسيل وتعقيم بالماء والملح، لا بد أن يغرق الفساد وأحزابه وأصحابه ومنظومته وحتى أنصاره الجدد، لا بد أن يتم اجتثاث كل ما يسعى لتشويه هوية المقاتل اليمني الإيمانية، أو يريد أن يلوثها، حتى ندخل مرحلة جديدة بحق وحقيقة، لا مجرد تجديد في الأسماء مع بقاء القديم في القلب من كل شيء، وبدون هذه البداية الجديدة لن نصل إلى شيء سوى إعادة تدوير العمالة والارتزاق والجهل والفساد وكل ما هو قبيح وتافه ومنحط.
 

* نقلا عن : لا ميديا

تعليقات:
    قيامك بالتسجيل وحجز اسم مستعار لك سيمكنكم من التالي:
  • الاحتفاظ بشخصيتكم الاعتبارية أو الحقيقية.
  • منع الآخرين من انتحال شخصيتك في داخل الموقع
  • إمكانية إضافة تعليقات طويلة تصل إلى 1,600 حرف
  • إضافة صورتك الشخصية أو التعبيرية
  • إضافة توقيعك الخاص على جميع مشاركاتك
  • العديد من الخصائص والتفضيلات
للتسجيل وحجز الاسم
إضغط هنا
للدخول إلى حسابك
إضغط هنا
الإخوة / متصفحي موقع الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان وآثاره نحيطكم علماُ ان
  • اي تعليق يحتوي تجريح او إساءة إلى شخص او يدعو إلى الطائفية لن يتم نشره
  • أي تعليق يتجاوز 800 حرف سوف لن يتم إعتماده
  • يجب أن تكتب تعليقك خلال أقل من 60 دقيقة من الآن، مالم فلن يتم إعتماده.
اضف تعليقك
اسمك (مطلوب)
عنوان التعليق
المدينة
بريدك الإلكتروني
اضف تعليقك (مطلوب) الأحرف المتاحة: 800
التعليقات المنشورة في الموقع تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن رأي الموقع   
عودة إلى مقالات ضدّ العدوان
مقالات ضدّ العدوان
محمد صالح حاتم
طريقُ السلام في اليمن ومطبَّاتُ أمريكا وبريطانيا
محمد صالح حاتم
عبدالفتاح علي البنوس
المرتزقة وحرب العملة
عبدالفتاح علي البنوس
فهد شاكر أبوراس
للقرآن يمنٌ يحميه..
فهد شاكر أبوراس
خالد العراسي
اتضحت الرؤية وليتها لم تتضح
خالد العراسي
مجاهد الصريمي
أعظم خدمة للعدوان
مجاهد الصريمي
مرتضى الجرموزي
الإيمَان يمان والحكمة يمانية
مرتضى الجرموزي
المزيد